الفداء – حسان المحمد
من قلب الغربة، حيث تتقاطع الثقافات وتتعدد اللغات، أصرّ الطفل ماهر وائل المرعي، ابن محافظة حماة، على أن تبقى العربية نغمةً حاضرة في وجدانه، وأن يحمل لغته الأم، كراية عزّ وهوية أينما حلّ.
منذ مغادرة العائلة للوطن، وهجرتهم نحو الاغتراب ، وضع والداه خطة للحفاظ على اللغة العربية في الغربة، فبدأ ماهر وأخوه محمد بتعلّم الفصحى داخل المنزل، عبر الحوارات اليومية، وحفظ الآيات القصيرة، والقصص الممتعة، ومع الوقت أصبحت العربية لغة الحياة في البيت، وليست مادة دراسية فقط.
ومع بداية تعلّمهما اللغة الألمانية، استثمرت الأسرة تفوقهما بالعربية في المسابقات الدينية والثقافية، حتى وصلا إلى “تحدي القراءة العربي”، حيث قرأ ماهر أكثر من خمسين كتاباً في مجالات متنوعة، وتأهّل مع نخبة من طلاب النمسا إلى المرحلة النهائية التي أقيمت في دبي.
وفي دبي، حيث أقيمت التصفيات النهائية لمسابقة “تحدي القراءة العربي” على مستوى أوروبا، حمل ماهر المرعي علم سورية بكل فخر، ممثلاً للجالية السورية في النمسا، وحقق مركزاً متقدماً أهّله لتمثيل بلاده ضمن الفريق الأوروبي.
تقول والدته، التي كانت المحفّز والداعم الأكبر في هذه الرحلة: إن الحافز لم يكن مجرد الفوز، بل بناء شخصية واثقة تفكر بالعربية، وتحلم بالعربية، وتنتمي إليها مهما ابتعدت عن الوطن.
ورغم أن العائلة تتمنى مستقبلاً: أن تخوض المنافسة باسم سورية رسمياً، إلا أنهم عبّروا عن فخرهم العميق بأن اسم الوطن وعلمه، كانا حاضرين في كل مرحلة من مراحل المسابقة، مؤكّدين أن الهوية لا تُمحى بالغربة، بل تتجدد بالحب والعمل والإصرار.