الفداء – شريف اليازجي
اختار أحمد علي أمين، أن يسلك طريقين متوازيين يلتقيان فقط في تفاصيله اليومية بين غرف العمليات وصفحات الكراسة البيضاء.
وُلد أحمد في مدينة سلمية عام 1980، ودرس الطب في جامعة حلب، حيث تخصص في الجراحة العامة وحصل على شهادة الدراسات العليا في هذا المجال.
بدأت علاقته بالخط العربي منذ الطفولة، حين كان يراقب والده “علي أمين”، وهو يرسم الحروف بدقة على الورق ،لم تكن تلك المشاهدة مجرد فضول عابر، بل تحولت إلى محاولة لتقليد الحركات، ثم إلى تمارين يومية تحت إشراف والده، أحد أقدم الخطاطين في المدينة.
واعتمد أحمد في تعلمه على كراسة هاشم محمد البغدادي، وشارك في معارض ومسابقات مدرسية، محققاً جوائز على مستوى سوريا.
مع انتقاله إلى حلب لمتابعة دراسة الطب، انشغل بالتحصيل العلمي والعمل، لكنه لم يتخل عن أدوات الخط التي بقيت ترافقه في أوقات الفراغ.
ويرى أحمد أن الخط العربي يحتاج إلى دقة وصبر ومثابرة، وهي صفات انعكست على أدائه المهني في الجراحة التي تتطلب تركيزاً عالياً لتحقيق أفضل النتائج.
يواصل أحمد تطوير مهاراته في الخط العربي إلى جانب عمله الطبي، ويعتبر أن القدرة على التعلم لا تتوقف مع تقدم العمر، وأن الخط لا يمثل مجرد هواية، بل جزء من تكوينه الشخصي الذي لا ينفصل عن مهنته الأساسية.
يجمع أحمد بين دقة الجراح وهدوء الخطاط، مثبتاً أن التخصص لا يلغي الشغف، وأن الموهبة يمكن أن تعيش في الظل دون أن تخفت ، يواصل طريقه بثبات بين عالمين يبدوان متباعدين، لكنهما يلتقيان عند نقطة واحدة هي الإتقان.