انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة الغش في الامتحان على مستوى المدارس والجامعات وأصبح الكثير من الطلبة يفتخر بالطرق المبتكرة في أساليب الغش والتحايل على المراقبين أو بالاستعانة بالنفوذ والرشاوى أوتسخير التكنولوجيا لتحقيق ذلك ..
وزاد الطينة بلة أنك تجد شريحة من الأهل يشجعون أبناءهم على هذا السلوك الشائن ويعتبرونه نوعاً من (الشطارة والفلهوية) لدى أبنائهم..
نتائج الغش في الامتحان :
لقد ترتب على انتشار ظاهرة الغش آثار سلبية على الطالب خاصة والمجتمع عامة منها :
– انحدار السلوك التعليمي للطالب لأن الاعتماد على الغش يجعل الذهن خاملاً ويفقده التحفيز على الحفظ كما يحرمه من التركيز خلال الحصة الدرسية بسبب اعتقاده أن الغش سيكون وسيلتهالبديلة للنجاح واجتياز الاختبارات ونتج عن ذلك تعطيل العقل لدى الطالب وفقدان الشهية على الدراسة وتعذر استحضار المعلومة عند الحاجة إليها..
– إن انتشار الغش في الامتحان في المدارس العامة والخاصة أدى إلى تحقيق نتائج غير واقعية ولا تعبر عن المستوى الحقيقي للطالب ولا سيما في الصفوف الانتقالية حيث ينخدع الأهل بمستوى أبنائهم نتيجة العلامات الممتازة ليتفاجؤوا في امتحان الشهادتين بالمستوى الحقيقي لولدهم حيث يكون الغش محدوداً عادةً..
– انعكس الغش على شخصية الخريج الجامعي من حيث نظرة المجتمع إليه وعدم الموثوقية باختصاصه وأفكاره وكتبه وأبحاثه ..
– تراجع سمعة التعليم في بلادنا بعد أن كنا مثالاً يضرب في جودة التعليم والمخرجات والمستوى الأكاديمي للخريجين والاعتراف بشهاداتنا الثانوية والجامعية على مستوى العالم..
– غياب الإبداع والإتقان في المهن والحرف والاختصاصات العلمية المتنوعة من طب وهندسة وتدريس وغير ذلك ..
أسباب ظاهرة الغش في الامتحان
– ارتباط فكرة التعليم وتقييم مستوى الطالب في نظامنا التربوي بمجموع الدرجات وليس بما يتقنه الطالب من مهارات وملكات وهذا بدوره دفع الطالب -وأهله- للسعي إلى الحصول على الدرجات بأي طريقة مشروعة أو غير مشروعة ..
– ما خلفته الحرب من فوضى أخلاقية والتي أدت بأبنائنا إلى تعميق السلوك المنحرف لغياب الرادع والوازع فالجيل يعاني من فاقد قيمي ونمطية التمرد على القوانين والنظام العام و هو ما انعكس على الطالب في القاعة الامتحانية وشجعه على التلاعب والغش ..
– ( من غش فليس منا ) قاعدة تربينا عليها وطرقت أسماعنا منذ أن كنا صغاراً ، أساسها المراقبة والوازع الإيماني الذي يردع الإنسان عن الغش بدافع الخوف من الله بعيداً عن العقوبة ..لم تعد هذه القاعدة أساساً في التربية المنزلية أو المدرسية كما كانت سابقاً ..
– عدم التطبيق الصارم للعقوبات المترتبة على محاولة الطالب للغش وقد قيل (من أمِنَ العقوبة أساء الأدب)
علاج ظاهرة الغش
– يتوجب على كل مؤسسة تعليمية أن تقوم بحملة توعية تستهدف الطالب وتعرّفه على مخاطر الغش ونتائجه السلبية بالإضافة إلى تدريبه على عادات دراسية صحيّة مع تنظيم الأوقات والتغلب على الرهبة من تقديم الامتحانات..
– يجب أن تكون فكرة الغش مرفوضة في المؤسسة التعليمية لكونها تتعارض مع الضمير وقواعد النزاهة التي يجب على الطالب أن يتحلى بها مراقباً لله تعالى ومنافساً شريفاً على التميز والتفوق ..
– سن القوانين والعقوبات الرادعة وتطبيقها بإنصاف على جميع الطلبة بعد توثيق واقعة الغش بوسائل الإثبات المعتمدة ..
– لا بد من مشاركة الأهل في حملة التوعية والتحذير من الغش وأضراره ومساهمتهم في القضاء على هذه الظاهرة من خلال تحذير أبنائهم الطلبة من مخاطرها ونتائجها السلبية وعدم مطالبة الأبناء بدرجات لا تتناسب مع إمكاناتهم ..
– تجهيز القاعات الامتحانية بما يحقق شروط التباعد بين الطلبة بالإضافة إلى أسلوب بناء الورقة الامتحانية وتعدد النماذج في القاعة الواحدة الذي من شأنه أن يخفف من اعتماد الطالب على الغش ويدفعه إلى الاعتماد على نفسه وجهده ودراسته
– إن المهمة الحقيقية للمدرسة هي بناء الإنسان علماً وفكراً وسلوكاً وغرس القيم العليا في الطالب ليتحلى بالمسؤولية والضمير والنزاهة ويسعى للتميز والإبداع من خلال الجد والاجتهاد والمنافسة الشريفة
د. محمد كمال نجار
رئيس مجلس إدارة
مدارس البيان النموذجية