قصة قصيرة .. دعوة لعيد ميلاد …

نظرت إلى السماء بعينين حالمتين.. وكأنها ترى ابتسامة حبيبها تطل عليها بين الغيمات، ونسائم باردة تدغدغ وجنتيها الورديتين. إنه مسافر.. بعيد.. منذ زمن لم تره..
……..
فكتبت له!‏
هذا الصباح أراه لا يشبه أي صباح آخر لقد أشرقت شمسه دافئة ربيعية.. وملامح اللقاء الذي انتظرناه طويلاً تلوح في الأفق..‏
إني أرى الطيور المغردة تحمل إليّ ألف همسة.. وهمسة مبشرة بقدومك..‏
في هذا الصباح الجميل أصحو مبكرة لأجهز نفسي من أجل لحظة حلمت بها زمناً وأنا على يقين أنك قادم.. لأنك صادق بحبك ـ إنك يعلم عندما تأتي كل شيء يتغير بحياتي وأيّ عالم أحلق فيه..! تتراقص أحلامي فرحاً بلقائك.. والكون يزغرد من حولي.‏
سوف أشعل لك الشموع..أعد الشاي.. أرش لك العطور.. أهمس لحبق نوافذ غرفتي بقدومك. أرتدي من أجلك الثوب الذي نسجت خيوطه بالحب والشوق.. وتأتي أنت حاملاً إلي الورود التي أحبها..‏
عندها نطير معاً على جناح حلم ممتع يحملنا إلى أجمل واحات السعادة.. ثم نطير..نطير.. دون رغبة بالتوقف..‏
وتتمتم شفاهك مهنئة بعيد ميلادي بعبارة أتوق لسماعها منك…‏ (كل عام وأنتِ حبيبتي!)‏
رفيق دربي..! وصديق مساءاتي الجميلة..!‏
ليت الانتظار يقصر المسافات إليك.. فأنا أدعوك لعيد ميلادي..‏
تعال..! وأعطني حباً يتسلل لغرفتي ليوقظ الذكريات التي عشناها معاً..!‏
تعال.. يا صديقي..! وأعطني حباً أصنع منه قلماً وورقاً لأكتب: أحبك حتى الهوى.. والهوى أقوى درجات الحب..‏
تعال..! أعطني حباً تعجز عن احتماله الفراشات والأزاهير..!‏
تعال..! لنخاطب الزمن بأنك أتيت ولن تسافر بعد اليوم.. من حياتي، ولن تغادر شطآني، وتسأل الشمس والقمر، وحبات المطر بأن حبنا عمره أكبر وأقوى من أعاصير الطبيعة كلها..‏
تعال.. لنعيش صباح القرتفل الذي أحببناه، وتمسح بيدك وجهي دمعة احترق فيها النسيان والبعد..ثم تسألها عما جرى في فترة البعاد.. تعال صديقي..!!‏
                                                                                        رامية الملوحي
المزيد...
آخر الأخبار