صدر حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب رواية (خُطوات الماء السبع – القيمرية 1982) تأليف: أيمن الحسن.
تصميم الغلاف: عبد الله القصير.
جاءها المخاض في حقل القمح، وقد خرجت للحصاد مع طلوع الفجر، وإذ استيقظت الشمس، ورأتها على هذه الحال، أشرقت أسرع من وقتها المعتاد، ثم أرسلت أشعتها لتتهادى في اطمئنان حولها، وهي ترفع رأسها كي تتأمل الجنين الذي أنعشه ندى الصباح، يخرج من بين فخذيها، فمدت يديها إلى حبل السرّة، وقطعته بحجرين، أحدهما مثبّت في الأرض، شاهدته إلى جوارها، وآخر مسنن كالسكين، تراءى لها عن قرب.
ويكمل ماجد:
– كان ضوء الصباح أول من فبّل وجهي عندما خرجت من رحم أمي التي أدارتني باتجاه أشعة الشمس الوليدة كي تعمّدني، كما قالت، بعد ذلك وضعتني فوق حمل سنابل طريّة، حصدتْها قبل قليل، وما هي إلا بضع ثوانٍ حتى قرّبتني من ثديها الأيمن الذي بدا لي بلون التربة من حولها، وهي تأخذ نفساً عميقاً، وكأنها تسحب الأوكسجين كله إلى رئتيها، وبين برهة من الوقت وأخرى تنتبه لي، وأنا أرضع سنبلة خضراء، فتبعدها، وتلقمني ثديها من جديد. فجأة غفت، وحين صحت إذا في فمي بضع سنابل قمح فارغة، وأنا أرضع من التربة التي تحوّلت سنابلها إلى ضروع ممتلئة بحليب الأرض اللذيذ، فأسمتني: (ماجد ابن الأرض) وقبل أن أغفو تلقفت عيناي خضرة السنابل المتراقصة مع النسمات المنعشة.
رواية (خُطوات الماء السبع – القيمرية 1982) تأليف: أيمن الحسن، تقع في 239 صفحة من القطع الكبير، صادرة حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب 2022.