حكماً المسابقة الأخيرة التي أقامتها وزارة التربية ساهمت في حصول آلاف الخريجين الجامعيين أو المعاهد المتوسطة على فرصة عمل بعد سنوات من تخرجهم.
ومن المفروض أن تكون هذه التعيينات حلت مشكلة نقص الكوادر إن لم تكن بشكل كامل فمعظمها ولكن للأسف ما نراه على أرض الواقع هو خلاف ذلك والعطل ليس في المسحوق كما يقول المثل وإنما في الغسالة فسوء التوزيع هو المشكلة!.
ففي منطقة مصياف الأعداد التي وصلت ليست بقليلة ولكن مع ذلك حتى اليوم وبعد مضي نحو الشهر على الفصل الدراسي الثاني لاتزال هناك شعب صفية يتغير مدرسوها كونهم من خارج الملاك وصفوف أخرى يدخلها غير مختصين رغم حاجتها لهم في مواد أساسية ورغم وجودهم ولكن في غير أماكنهم المناسبة.
والطامة الكبرى عند طلاب الصفين الخامس و السادس الذين حارت الوزارة بأمرهم بعد أن نقلتهم إلى الحلقة الثانية لتكتشف في ما بعد أنه قرار غير صائب ثم أعادتهم إلى الحلقة الأولى مدارس ومدرسين من دون أن يؤخذ بعين الاعتبار أن مناهجهم ضخمة وصعبة تحتاج إلى مدرسين اختصاصيين ،وهذا حسب رأي العديد من المدرسين الاختصاصيين الذين تحدثنا معهم والذين أكدوا أن مناهج الصفين الخامس والسادس يلزمها اختصاصيون وبالمقابل مجموعة من خريجي كلية التربية أكدوا أن المناهج تحتاج إلى اختصاص للإحاطة بشكل كامل بكل تفاصيل المنهاج ، وعدا عن ذلك تصبح الشواغر متاحة أكثر أمام الفائض من بعض الاختصاصات.
تجاوزات
كثير ة هي التجاوزات والتناقضات التي سمعنا ونسمع بها كل يوم في قطاع التربية ولاسيما بعد التعيينات الجديدة ،صحيح أنها قد تكون فردية ولكن لايمكن أن نغفلها لما تسببه من خلل واضح، فمثلاً مدرس اختصاص يسعى لأن يكون نصابه كاملاً في الحلقة الأولى في الوقت الذي يؤكد فيه الموجهون الاختصاصيون أن الحلقة الأولى تحتاج إلى معلمين مؤهلين تربوياً يعرفون طرق ووسائل إيصال المعلومة، أيضاً مدرس رياضيات يحصل على موافقة بتفريغه لعمل إداري ويترك صفه شاغراً من غير مدرس حتى ولو كان شهادةاختصاص مع العلم أنه يوجد نقص واضح في مدرسي الرياضيات تحديداً.
وحالة ثالثة مدرس لغة عربية -على سبيل المثال – يسعى للحصول على نصابه من مادة الرياضة حتى لا يبعد عن منزله أمتاراً قليلة وقس على ذلك، ليؤكد لنا أحد العاملين في القطاع التربوي أن فقط 20% من المعينين الجدد وضعوا في مكانهم الطبيعي والمناسب.
اكتفاء مصياف
الأستاذ رفعت حمود المشرف الإداري في مجمع مصياف التربوي قال : بلغت أعداد المدرسين المعينين في المسابقة 477 مدرساً ومدرسة من جميع الاختصاصات في الدفعة الأولى ،و62في الدفعة الثانية و136 من خريجي المعاهد ،علماً أن المنطقة وصلت إلى الاكتفاء في جميع الاختصاصات باستثناء اختصاص الرياضيات، وتوجد حاجة لنحو 40 -50 خريجاً 10 في مجال الفيزياء وفرنسي عدد قليل، أما بقية الاختصاصات فيوجد بها إشباع ولدينا معاناة حقيقية في إيجاد الشواغر إلا أنه مؤخراً أصدر الوزير قراراً يسمح بنقل المدرسين من كل الاختصاصات إلى محافظاتهم من ذوي الشهداء وزوجات العسكريين إضافة إلى تحديد مراكز عمل للمتزوجات،وهذا يتيح عدداً أكبر من الشواغر في مصياف، لأن أعداداً كبيرة من خارج مصياف اختارتها و قدمت إليها مسببة ضغطاً هائلاً ومن جانب آخر سببت الظلم لأبناء المنطقة .
الجانب الآخر الذي يمكن الحديث عنه هو تأخر وصول قرارات التعيينات الجديدة ما تسبب بالإرباكات، وهذا ليس فقط على مستوى منطقة مصياف، فمع صدور أسماء كل دفعة يضطر المعنيون إلى تشكيلات جديدة بكل معنى الكلمة، أي لا استقرار في المدارس وبالتالي لا استقرار عند الطالب.
ولكن كما ذكرنا القرار الأخير قد يتيح الشواغر من دون أن ننكر أن إرباكات تحدث بشكل مستمر ومع وصول كل دفعة لأننا نقوم بتشكيلات جديدة لافتاً إلى أنه يوجد دفعة ثالثة.
وفي ما يخص مشكلة الصفين الخامس والسادس فقد طرحنا الأمر مرات عديدة وهذا قرار وزاري.
علماً أن الاستيعاب يصبح أكثر وتحل مشكلة الفائض إلى حد ما في حال تعيين مدرسين مختصين للصفين الخامس والسادس.
أحياناً المدرس نفسه يسبب الإرباك فكل منهم يريد أن يكون تعيينه بالقرب من منزله ولكن توجد مراعاة لموضوع القِدم وهناك أولوية لملء الشواغر بالثانويات .
ونحن نقول :
أكثر من مرة قلنا: إن قطاع التربية هو القطاع الأهم وأي خلل فيه ،مباشرة يظهر وتظهر نتائجه السلبية، لذا قدر الإمكان يجب وضع كل مدرس في موقعه المناسب ، فالمسابقة حققت حلم الكثيرين من شبابنا ونأمل أن تحقق الفائدة المرجوة منها للطالب وتحقق استقرار المدارس لا العكس.
نسرين سليمان