صـــوت الفــــداء :قاطرة الصناعة ..

 الظروف الصعبة تحتاج قرارات استثنائية وإدارات تتحمل المسؤولية  وربما هذا القول ينطبق على القطاع العام الصناعي بالمحافظة  فقد شهدت عجلة الصناعة بمعظم الشركات العامة انطلاقة قوية وزيادة بالإنتاج والمبيعات وتطوير منتجاتها وزيادة أرباحها حيث تتقدم الشركة السورية للإسمنت بحماة قوائم شركات الإسمنت بسورية من حيث كمية الإنتاج وانخفاض تكاليفها ، وكذلك زيادة الخطة الإنتاجية لشركة البورسلان مع قرارات جريئة اتخذتها إدارة الشركة وإنتاج نمر جديدة بشركة الخيوط القطنية بالاعتماد على خبراتها المحلية  ، وكذلك معمل أحذية مصياف الذي حقق أرباحاً كبيرة للخزينة ، وعاد مع تغيير الإدارة فيه لإنتاج الحذاء المدني بعد توقف دام سنوات .
إلا أن هذا الوجه المشرق من الصناعة يجب ألا ينسينا طاقات أخرى غير مستثمرة منها الشركة العامة لصناعة الإطارات المتوقفة منذ سنوات من دون أن تحظى بالاهتمام الكافي ،علماً أن عقاراتها وآلاتها تساوي أكثر من مليارات الليرات وعدم استثمارها يؤدي إلى خسائر أرباح تشغيلية تقدر بمئات ملايين الليرات  سنوياً بالإضافة إلى أن بلدنا يستورد إطارات بمليارات الليرات ، وبالرغم من وجود مصانع للسيارات ، وإن صناعة الإطارات تعد من الصناعات الرابحة على مستوى العالم ، كما أن الشركة العامة لصناعة السكر في سلحب بحاجة إلى مشاريع بديلة لصناعة السكر مع توقفها عن الإنتاج منذ خمس سنوات بسبب عدم إنتاج كميات كافية للإنتاج الاقتصادي .
مشاريع كثيرة طرحت من دون أن تصبح حقيقة يمكن أن تؤمن دخلاً للشركة بمئات ملايين الليرات سنوياً إذا أنتجت الخميرة أو إذا تم تكرير السكر الخامي فيها إضافة إلى دورة إنتاج السكر من الشوندر السكري .
والمشكلة الأخرى التي تواجه عدد من شركات القطاع العام الصناعي هي مشكلة التسويق حيث إنتاجها يتميز بالجودة والأسعار المنافسة إلا أنها تعتمد على الإنتاج ولا تهتم بالتسويق أو تعتمد على غيره في ذلك ؛ مما يؤدي إلى تراكم الإنتاج ، وصعوبة تصريفه وهذا ينطبق على عدة شركات .
أخيراً : إن تحول الصناعة إلى قاطرة للنمو ومصدر مهم لزيادة الناتج المحلي للدخل يتطلب اتخاذ  قرارات استثنائية لتذليل المعوقات واستثمار جميع الطاقات الممكنة وتقييم عمل الإدارات وفق نتائج أعمالها .

 

* عبد اللطيف يونس 

المزيد...
آخر الأخبار