التغريد خارج السّرب أمر غير مقبول اجتماعياً, وسرعان مايتحول نعيقاً غوغائياً, ونفخاً في قربة مثقوبة.!
كذلك هي حال من يصدح بعيداً عن الجوقة , ولايلتزم بـ ( الرتم) والإيقاع المرسوم للكورال الجماعي.!
ألا توافقون على أن مثل هكذا نهج مُستَنكَرٌ, ويضع صاحبه في خانة العزلة والانفراد لا التّفرّد..؟
ثم.. ما رأيكم بمن يتطرّق ـ الآن ـ إلى نظرية الشّكّ في مصداقية الشعر الجاهلي, أو عَقْد مقارنات بين (رسالة الغفران) لأبي العلاء المعري و(الكوميديا الإلهية) لـ (دانتي) أو إلى الفوارق بين كسوف الشمس وخسوف القمر، أو إلى البوح بيوميات شخصية، ومكنونات ذاتية لاتعني الآخرين من قريب أو بعيد بشيء يُذْكر..؟
ما رأيكم بمثل هكذا أسفار على صفحات في الوقت الذي يلوب خلاله أغلب الناس على أسطوانة غاز، ويتحرّقون (من غير دفء!) للحصول على جرّة (بأي ثمن) سواء من مصادر التوزيع, أم استعارة من عند الجيران والأقرباء والمعارف!
ويكأن أسطوانة الغاز مليئة بالأوكسجين, ويتلهّفون عليها من أجل حالة إسعافية لمريض يكاد يختنق جراء نوبة ربو داهمة!
يامعشر القوم..
الحاجة أمّ الاختراع.. لماذا لاتخضّون أدمغتكم بحثاً عن الوسائل البديلة , والوسائط الكفيلة بالاستعاضة عن مادة الغاز, و(تدبير الرّاس.!) خلال فترة الأزمة الغازية, وريثما يتحَلْل الاختناق الغازي.؟!
إليكم بعض الحلول والهرطقات, الخاصة بهذه المادة من المحروقات:
ـ من يريدون الغاز للطبخ يمكنهم الاعتماد على الأكل الجاهز.. والبداية تكون من عند بائع الفلافل الذي يدعم (سندويشاته).!
أو تكون بالاتّكال على أطعمة (النواشف) المنزلية وأولها سندويشات (الزيت والزعتر) لافرق بين زيت الزيتون، أو الزيوت النباتية الأخرى.. باستثناء الزيت المعدني.!
وإن غابت الزيوت عن الزعتر فلا بأس من الماء معه.. إلى أن يقضي الله أمراً كان محتوماً..!
ومن يرومون الغاز للتدفئة عليهم استبداله بالمازوت (القَطْع النادر!) وإن عزّ (الغالي عليكم) فالجؤوا إلى الحطب الثمين والرّطب, فإن لم يكن بمقدوركم جمع الأغصان المتكسّرة, وقطع الأخشاب المتناثرة، ولَملَمة الكرتون, وأكياس الورق والنايلون, وصناديق الفلّين والبلاستيك, والثياب المرميّة، والأحذية البالية المنسية, و.. كل هذه الأشياء قابلة للاحتراق, ونشر الدفء, والحرارة في الأبدان، إضافة لنشر أمراض وأسقام , ما أنزل الله بها من سلطان..!
غزوان سعيد