يجزم رؤساء المشافي الوطنية وبالدليل العلمي القاطع ، أن المحافظة خالية تماماً من أنفلونزا الخنازير ، وجميع مدننا ومناطقنا نظيفة منه ، وأن الحالات التي استقبلتها المشافي ليست سوى كريبات عادية ومن النوع الموسمي التي يُصاب بها أيُّ مواطن في الشتاء ، ولا يستثنى منها طفلٌ أو امرأة أو مسنٌّ .
وأكدوا من جملة ما أكدوا أن بعضها كان حاداً ووخيماً ، تطور عند مرضى ضعفاء الصحة إلى ذات رئة قاعدية متقدمة ، أودت بحياة 7 منهم كما أفادنا رئيس مشفى مصياف الوطني ، الذي بيَّنَ أن 6 حالات من الوفيات السبعة شُكَّ بأمرها فأُجريت لها مسوحات طبية وأُرسلت إلى وزارة الصحة عن طريق شعبة أو دائرة الأمراض السارية بمديرية الصحة ، وأفادت نتائج دراستها وتحليلها ، بأن سبب الوفاة ذات رئة قاعدية متقدمة وخيمة ، لا أنفلونزا الخنازير ، وهو ما يعني أن كل مايُثار في هذا المجال يفتقد إلى السند العلمي البحت.
وبكل الأحوال لا يمكن في الحديث عن الحياة والموت ، عن المرض والشفاء منه ، سوى الركون إلى العلم وأهله فقط ، فهم الأقدر على البت فيه .
وأما نشطاء الفيس بوك ، فعليهم التحقق من المعلومة – أيَّ معلومة – قبل نشرها وتداولها كحقيقة قاطعة مانعة دامغة لا يأتيها الشك أو الباطل لا من فوق ولا من تحت ولا من أيِّ جهة ، وخصوصاً عندما يتعلق الأمر بقضية حياتية أو بمسألة لها علاقة مباشرة بحياة الناس.
ومن منطلق النزاهة كان ينبغي لأولئك النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، الإشارة إلى أن معظم المرضى ذوي الحالات المتأخرة قد حوَّلتهم مشافٍ خاصة للوطنية في إساءة متعمدة للقطاع الصحي العام ، فإذا توفي مريضٌ فيها يُقال توفي بمشفى وطني لا خاص !!.
وباعتقادنا ، الجهات العامة الصحية بالمحافظة تمتلك جرأة الاعتراف بانتشار مرض أنفلونزا الخنازير إن كان منتشراً ، وبتسببه بوفيات إن تسبب ، ففي ذلك تعزيز لثقة المواطن بالقطاع الصحي العام ، ولمصداقية وزارة الصحة .
وفي وقتنا الراهن لا يوجد شيء( مخبى) كما يقول المثل الشعبي ، والوصول إلى الحقيقة وكشفها سهل للغاية ، وخصوصاً إذا كان العمل – أي عمل – تحت مجهر الصحافة.
محمد أحمد خبازي