ماحدث منذ أيام مضت في دمشق, من نتائج جد حزينة وفظيعة ، عندما شب حريق في شقة سكنية راح ضحيته سبعة أطفال من عائلة واحدة.. نتيجة ماس كهربائي، إنه لحادث مفجع, وقد انشغل البلد بهذا الحريق وضحاياه الأبرياء السبعة, وبدأت الاهتمامات والزيارات المسؤولة على أعلى المستويات, ولكن هيهات بعد فوات الأوان, فمن مات قد مات وما احترق قد احترق, ولاتنفع حينها التعزية والمواساة ولا حتى أكبر التعويضات المادية والمعنوية, فالأب المفجوع والأم الثكلى تعجز الكلمات عن وصف حالهم وشعورهم.
المهم في الأمر أن نسأل عن الأسباب لا عن النتائج فهل الكهرباء متوفر بشكل جيد وهل مازوت التدفئة كان متوفراً لهذه العائلة حتى لاتعتمد على (السخان) وسيلة للتدفئة .. لانريد أن نرمي فشلنا على القضاء والقدر, وهنا لا اعتراض .. ولكن ماحدث له أسبابه الموضوعية الواضحة والمعروفة لدى الجميع.
والأنكى من ذلك في هذه الحادثة الفظيعة, هو توجه الكثير من وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي بالتهجم على أحد الزملاء المذيعين عند لقائه لوالد الأطفال الضحايا ونوع الأسئلة التي سألها, وهذا شيء عادي ويحدث في كل وسائل الإعلام, فالإعلامي بشر له أحاسيس ومشاعر وإمكانات قد تخونه في لحظة من اللحظات وهنا لا أدافع عن خطأ غير مقصود بالطبع, ولكن أن الجميع اتجهوا إلى التهجم عليه ولم يتجهوا إلى المعنيين عن أسباب حدوث هذه الفاجعة ليعلقوا عليها شماعة الإهمال وسوء التدبير.
نصار الجرف