مستقبل الجيل في خطر..

لو دخلنا إلى مدرسة إن كانت ابتدائية، أو إعدادية، أو حتى ثانوية، وقلنا للطلاب غداً عطلة، لقال الطلاب جميعاً : شكراً واستبشروا خيراً، علماً أن يوم التعليم فيه فائدة أكثر من العطلة لماذا؟ لأن الطلاب يفرحون ليوم العطل؟ وبعضهم يهربون من فوق الجدران بحقائبهم ويمشون في الشوارع مشكلين مجموعات لنهاية الدوام يشربون دخاناً، فعلى ماذا يدل هذا السلوك الذي أصبح ظاهرة في المدارس كافة إن لم يكن في بعضها؟ يدل على عاملين اثنين: العامل الأول: القائم على التعليم في الصف أو الشعبة عبارة عن حارس فقط لايهمه التدريس من إيصال الأفكار إلى التلاميذ أو الطلاب ومناقشتهم في المواضيع العلمية أو الجغرافية أو التاريخية بأسلوب واضح محبب وسهل، والعامل الثاني: الرغبة في عادة التدخين والكسل والهروب من المدرسة لأن الطالب يرى أن ليس هناك مايربطه في المدرسة غير التلقين والحفظ، وهذان العاملان إذا ما استمرا يخرّجان جيلاً أمياً من حيث التعليم والدراسة ويدفع الثمن الوطن في المستقبل . فإذا أردت أن تقضي على أمة أو أي بلد ليس بقنبلة ذرية، ولابسلاح التدمير الشامل، بل في تخريب التعليم هكذا قال بعض علماء التربية والتعليم في هذا الميدان، لذلك يقاس تقدم الأمم ووعيها بفعل وضع مناهج وبرامج تعليمها ومدى وعي معلّميها ومدرّسيها وتأهيلهم من الناحية العملية والنظرية والإشراف الميداني على العملية التعليمية التي تعد من أهم الوسائل العلمية التي تنهض بالجيل علماً ووعياً وإبداعاً في ميدان التربية، والتعليم للجيل الذي هو المستقبل، عندها تحقق مقولة: من ملك الجيل، ملك المستقبل. وإن امتلاك الجيل يعني أن إعداده وتعليمه يقوي انتماءه الوطني عن طريق التحصين والتعليم وترسيخ مقولة: (الدين لله والوطن للجميع)، وهذه لم تأت صدفة بل من خلال التربية المستمرة الهادفة التي تمثل النقاء الوطني والصفاء الإنساني البريء من جميع الأمراض الاجتماعية التي تفتت المجتمع، وإذا لم نفعل ذلك فإن مستقبل الجيل في خطر..

أحمد ذويب الأحمد

المزيد...
آخر الأخبار