سوق الخضار في سلمية !

وممَّا يؤسف له ، أن مدينةً كبيرةً متراميةَ الأطراف وكثيفة َ السكان كمدينة سلمية ، ليس فيها سوى سوق واحد للخضار والفاكهة ، يقع في مركزها وينتهي إليه من طرقات فرعية ضيقة ، ويؤمه الناس من مختلف أحيائهم القريبة والبعيدة بسياراتهم و دراجاتهم النارية و الهوائية وسيراً، منذ ساعات الصباح الأولى وحتى قبيل المغرب ، ما يخلق حالةً من الازدحام فيه لا يمكن وصفها بكلمات ولا بجمل ولا بأسطر ، وفوضى مرورية عارمة للآليات في الطرقات الضيقة التي لا تتسع لركن السيارات أو الدراجات النارية ، ما يدفع أصحابها لركنها بالشوارع الفرعية وأمام دور الأهالي !.
وهذه الحالة الفريدة والمتفردة للسوق ، تجعل مخلفات محال الباعة – التي هي أكشاك – من الخضار والفاكهة تشكل أكواماً من القمامة التي تضيق عليها الحاويات بطرفه الغربي ، فتتراكم قربها ، لتضيف معاناة شديدة لأهالي الحي السكني الذي يتوسطه السوق ، ولمجلس المدينة الذي يبذل عمال النظافة فيه المفرزين لتنظيفه ، جهوداً جبارةً بترحيل القمامة يومياً لشحٍّ بعدد العمال والمعدات والآليات.
وبالأساس ، كان هذا الموقع كراجاً لسرافيس الريف ، التي ارتأى مجلس المدينة نقلها فيما سبق إلى الساحة القريبة من جسر شارع الثورة قبل أن تنفذ فيه حديقة صغيرة زرع فيها مركزان اسمنتيان لجباية فواتير المياه والكهرباء ، فنقل الكراج على ما أظن إلى قرب المنطقة الصحية الإشرافية !.
وبالطبع سوق الخضار بوضعه الراهن لا يشبه أي سوق خضار بأي مدينة بالعالم لا المتحضر ولا المتخلف ، فهو أكشاك حديدية صغيرة وكبيرة غير متجانسة ويفصل بينها ممران ضيقان ، زاد في ضيقهما تمدد الباعة عليهما ببسطاتهم وموادهم ، وسقفه غير محمي لا بالشتاء ولا بالصيف !.
ولا تشكل الشوادر النايلونية أو أكياس الخيش التي أبدع الباعة في جعلها مظلات واقية ، لا تشكل مصدر حماية من الأمطار التي تغرق السوق ويحتاج المواطن إلى وسيلة برمائية ليتمكن من شراء مايحتاجه ، وأما بالصيف فالوضع مقبول حيث لا مطر ولاغيره.
وطبعاً لن نشير إلى البسطات التي زرعها أصحابها حول السوق ولا بمحاذاة جدار المسجد ، فهي تشغل شباباً وتطعم أسراً ، ولن نعرض لتمدد أصحاب الأكشاك على الشوارع في أطراف السوق الشرقية والجنوبية والغربية والشمالية ، فذلك صار أمراً واقعاً اعتاد الناس عليه ومجلس المدينة بدوراته السابقة والحالية ولربما اللاحقة أيضاً .
وباعتقادنا ينبغي لمجلس المدينة الحالي ، الذي يضم طاقات وخبرات يشهد لها، أن يبادر إلى معالجة واقع هذا السوق في سلسلة المبادرات التي يطرحها لتحسين واقع المدينة خدمياً وتنموياً.
ومن باب التشاركية بالرأي يمكنه الإفادة من الخبرات الهندسية وغير الهندسية المتوافرة بالمدينة والتي تضع نفسها وأفكارها بتصرف المجلس ، وتلبي دعوته إليها إذا ما دعا.
ومنها ما اقترح أن يقام في كل جهة من جهات المدينة سوق للخضار وفق نظم هندسية راقية ، إذ في كل حي هناك ساحات واسعة تصلح لهذا الغرض ، الأمر الذي يخفف ضغطاً كبيراً عن مركز المدينة ، ويخدم أهالي الأحياء الأخرى ، ويخفف عنهم تعب حمل أكياس الخضار والفاكهة والمضي بها مسافات طويلة لبلوغ بيوتهم ، ويريحهم من التنقل بسياراتهم أو بدراجاتهم النارية التي تشكل صيداً ثميناً للصوص المختصين بسرقة الدراجات النارية.

محمد أحمد خبازي

المزيد...
آخر الأخبار