للمواطن هموم عديدة لايشعر بها إلا من يعانيها، والجرح لايؤلم إلا صاحبه، ولكن الفقراء تحسبهم أغنياء من التعفف، ولايعرف هذه الحقيقة إلا من يكون على مساس مع المواطنين ويعيش معهم ويشعر بمعاناتهم، وهذه من مهام المسؤولين أصحاب القرارات، ومن أولى هذه الهموم التعرف عن كثب على مستوى المعيشة الذي لايتناسب وأصحاب الدخل المحدود، لم تتغير من عام 2011 م على الأقل ولم تجر عليها زيادة تتناسب مع غلاء المعيشة، بينما السلعة الواحدة إن كانت غذائية أو لباساً أو غير ذلك من حاجات المواطنين زادت عشرات المرات، ناهيك عن زيادة أسعار الدواء والعمليات والمشافي الخاصة والمعاينات، وأن الطبقة الوسطى في المجتمع ذابت مابين الطبقة الدنيا والعليا, الأولى أصبحت فقيرة معدمة، والثانية أصبحت عليا غنية مترفة من خلال الأزمة التي عصفت بالمجتمع منذ عام 2011م حتى الآن، والطبقة الفقيرة الدنيا كبرت واتسعت، والطبقة الوسطى التي كانت تلطف الجو بين الطبقتين غابت بفعل تبرجز قسم كبير منها، وقسم آخر سقط إلى الطبقة الفقيرة التي تعاني الفاقة والحرمان والتي تحمل هموماً اقتصادية كبيرة بحاجة إلى معالجة، وإلى من يحل همومها ويعالجها، ويتعرف على آلامها، لأن المسؤول يخدم المواطن وليس العكس. وهناك أيضاً مشكلات كثيرة مثل مشكلة الغاز والمازوت والاختناقات التي نتعرض لها، وعندما نفتش عن أسباب هذه الأزمات نجد أن وراءها محتكرون ومهرّبون وجشعون يجب أن يوجد حل لهم، وأن هذه الأزمات المفتعلة تشكل هموماً للمواطن المعتر صاحب الدخل المحدود، وأن المسؤول مهما كانت مرتبته والحيز الذي يشغله، عليه أن يتفاعل مع المواطنين، ويعيش معاناتهم، ويحاول وضع الحلول المناسبة لكل الأزمات المصطنعة لأن مثل هذه الأزمات ليست عصية على الحل، فكل هذه الأزمات ضمن إرادة المسؤول وليست خارجها، والحل في هذا المجال هو المحاسبة الصارمة كما قال القائد المؤسس حافظ الأسد طيب الله ثراه: / محاسبة الكبار قبل الصغار/.
أحمد ذويب الأحمد