نبض الناس : الغاز .. ولو !

وعدتنا الجهات المسؤولة بالمحافظة والعاصمة ، والمعنية بالمشتقات النفطية ، بإنهاء أزمة الغاز المنزلي مع نهاية الشهر الماضي ، وتوفيره للمواطنين كما كان في سابق عهده ، وتمكينهم من أسطواناتهم من دون أي معاناة أو مشكلات نفسية ومادية !.
وقد استبشر المواطنون بوعودها خيراً ، وتفاءلوا بتطميناتها الساحرة الآسرة ، ومنِّوا النفس بانتهاء معاناتهم مع بداية هذه الشهر ، وصبروا على البلوى ، فهم أدمنوا الصبر على الأزمات !.
ولكن حتى اليوم لم تلُحْ في أفقهم بوادر انفراج للأزمة ، ولمَّا يزلْ حصولهم على غازهم صعباً من المراكز التي لا يصلها إلآَّ نصف مخصصاتها ، والتي تستولي على جُلُّها اللجانُ المشرفةُ على التوزيع في بعض المناطق ، بينما يمكن لأي مواطن تبديل جرته بالسوق السوداء مقابل 6 أو 8 آلاف ليرة بحسب العرض والطلب والزبون !.
نحن نعرف والمواطنون أيضاً ، أن حصاراً اقتصادياً ظالماً يُفرضُ على بلدنا الحبيب الذي تعافى من الإرهاب وانتصر على أعدائه والمرتزقة الذين قصدوه من شتى أصقاع الأرض ، وهو ما أثار حفيظة الدول الراعية للإرهاب والداعمة للإرهابيين إلى شن حرب جديدة على البلد ، ولكن من نوع آخر ، سلاحها فيها العقوبات الاقتصادية وما ينتج عنها من تضييق معيشي أكثر مما ( نرفلُ ) فيه ، ومما عشناه خلال السنوات الثمانية المنصرمة ، لتحقيق ما عجزت عن تحقيقه بالحرب والأسلحة النارية .
ولكننا نعرف أيضاً ، أنه كان ينبغي للجهات المعنية توقع هذه الإجراءات الظالمة من الدول المعتدية والعدوانية ، والاستعداد لما هو أسوأ من الحرب العسكرية ، ومواجهة أيِّ أزمات اقتصادية قد تختلقها تلك الدول وأدواتها ، لتأليب المواطن على حكومته ، ولن تستطيع تأليبه ، فقد أمسى محصَّنا ضد أي حملة تستهدف النيل منه ومن وطنه ، ولكنه بحاجة إلى مؤازرة كي تمر تلك الأزمات عليه خفيفة ومخففة من أي هزات عنيفة .
ويبدو لنا توفير مستلزمات عيشه بأقل الخسائر الممكنة ، وبأقل معاناة ، هو ما تتطلبه هذه المرحلة المصيرية من الواقع الراهن الذي يعيشه ، والمشتقات النفطية من أبرزها وأهمها ، وعلى الأقل حتى يكف هذا المواطن الحبيب عن الصياح في المدى ( الغاز .. ولو ) ، فتردد مواقع التواصل الاجتماعي صداه ( الغاز .. ولووووووو ) .

* محمد أحمد خبازي

المزيد...
آخر الأخبار