رذاذ ناعورة : الشباب و…الأركيلة

أبناؤنا ضحية الأركيلة فهم يتعاطونها يومياً ولايتخلون عنها حتى لو أنهكت جيوبهم الصغيرة, لقد أدمنوا عليها بشكل كبير وصارت جلساتهم واجتماعاتهم بدونها أمراً غير مرغوب، وقسم كبير منهم لايحتمل أن يمر يوم بأكمله من دون أركيلة وإن حصل هذا لسبب ما يسارع قبل النوم إليها بشغف وحيوية زائدتين، فيجب أن ينال منها قبل أن يأوي إلى فراشه عسى أن يؤنبه ضميره ولايستطيع النوم وكأنها تحمل سحراً يربط الشباب بها.
وقد أجريت دراساتٌ عديدةٌ على هذه العادة السيئة حذرت جميعها بقوة بعدم الاقتراب منها نظراً لمخاطرها الكثيرة، إلا أن الجيل الصاعد لم يسمع شيئاً ، فقد اعتمد أذناً من طين وأخرى من عجين ولاحياة لمن تنادي.
رغم حدة هذه التحذيرات التي وصلت لدرجة الموت، ورغم تسليط الضوء على الأخطار الجمة التي تحيط بمتداولي هذه اللعينة، إلا أن الجهل أحياناً، والانصياع لرغبة الأكثرية أحياناً أخرى، جعل الناس لاتبالي بجميع هذه الدراسات فقد اعتبروها مجرد تخاريف لا أساس لها من الصحة، حجتهم أن هناك الكثير من الطاعنين في السن لايفارقونها يقولون:
الأجل محتوم، والموت محتوم، ولابد منه إن شربنا الأركيلة أم لا…
إن هذه الأقاويل دفاعاً عن أخطائنا وتبريراً لها.
وأخيراً أقول: الصحة معيار للحياة السليمة فلا تسيئوا لأجسادكم لأن لها عليكم حقاً .
سوزان حميش

المزيد...
آخر الأخبار