استطاعت الهيئة العامة لمشفى مصياف الوطني ، بما تملكه من خبرات وطاقات خلاَّقة ، أن تحقق إنجازاً مهماً في ما أُطلق عليه اصطلاحاً بالحكومة الالكترونية ، وصارت الأتمتة عصب العمل الإداري والطبي في المشفى ، ليتبوأ بذلك المرتبة الأولى على مستوى سورية بهذا المجال ، بحسب تصنيف وزارة الصحة .
فمنذ العام 2013 مضت إدارة الهيئة لأرشفة طبلات المرضى الذين يُقبلون في المشفى ، وخصصت لكل مريض رقم ( ID ) المُعادل للرقم الوطني بالبطاقة الشخصية ، بما يتيح معرفة ذاتية المريض وكل ما يتعلق بمرضه وعلاجه مهما تكرر دخوله للمشفى .
ومن ثم تطورت الأتمتة إلى أرشفة أقسام الهيئة الأخرى بأدق تفاصيلها ومكوناتها ، لتنتهي من المرحلة الأصعب والتي عجزت بقية المشافي في سورية العامة تحديداً ولربما الخاصة عن بلوغها ، ونعني أرشفة المستودعات ، بحيث صار يمكن بكل بساطة تحديد سير خروج أي حبة دواء أو إبرة ديكلون على سبيل المثال لا الحصر ، ومعرفة أين ذهبت ولأي مريض أعطيت ، ومن هو المريض الذي استفاد منها ، فكل إدخال أو إخراج مؤتمت مئة بالمئة ، وهو ما نسبته في بعض المشافي الأخرى 40 – 50 % فقط !.
ولهذا تعد تجربة الهيئة العامة لمشفى مصياف الوطني في الأتمتة رائدة ، وتستحق التعميم على كل الهيئات العامة بالمحافظة ومشافيها أيضاً ، إن لم نقل على مستوى الوطن بأكمله ، وبالتأكيد يمكن للمشافي الخاصة الإفادة منها إن رغبت بذلك.
إذْ بالأتمتة – كما تعلمون – يمكن التخفيف بشكل كبير من هدر الورقيات والقرطاسية ، والتخلص من الروتين القاتل بالمراسلات وغيرها ، فكل شيء أمامك الكترونياً ، ومتاح لك بأي لحظة ، ويمكن الرجوع إليه عند الحاجة بسهولة وسرعة .
وباعتقادنا ، ينبغي للجهات الصحية الأخرى – وللخدمية أيضاً – الإفادة من هذه المكانة الرائدة التي بلغتها الهيئة العامة لمشفى مصياف الوطني ، اليوم قبل الغد ، فالزمن لا ينتظر أحداً ولا يرحم متخلفاً عن اللحاق بتطور العلوم والمعارف فيه ، ولعل أبرزها اليوم المعلوماتية وتطبيقاتها .
* محمد أحمد خبازي