لا يزال الحصول على أسطوانة الغاز المنزلي الحديث والهاجس والهم اليومي للمواطن ، في شتاء بارد رغم التصريحات عن زيادة إنتاج كميات الغاز وقرب انتهاء أزمة التوزيع .
والمشكلة الكبيرة إضافة إلى نقص الكميات المنتجة هي عملية التوزيع وعدالتها وغياب الشفافية والمعايير بالإعلان عن موعدها ومكانها وكيفية التسجيل على أسطوانة ، حيث إن معرفة موعد ومكان التوزيع بشكل مسبق في أماكن كثيرة بالمحافظة أشبه بالألغاز التي لا يدرك طرقها إلا أصحاب الواسطات ، وعندما تأتي سيارة الغاز يتم تنظيم الدور وفق اللجان ولمن يحضر أولا ويكون على علم مسبق بقدوم السيارة أصحاب الحظوة ، وغالبا ما يخرج عدد كبير من المواطنين رغم وقوفهم على الدور ساعات طويلة من دون أسطوانة مع كلمة خلص الغاز.
وتتكرر هذه اللعبة من مركز إلى آخر لتزيد البرد برداً والخيبة خيبة بالحصول على أسطوانة غاز مما يعني أعباء مادية كبيرة على العائلة المنهكة أصلاً حيث تضطر إلى شراء أكل جاهز بدلاً من الطبخ أو تضطر إلى شراء أسطوانة غاز من السوق السوداء بأسعار مضاعفة على حساب مصروف العائلة واحتياجاتها الأساسية .
إن الحلول ليست مستحيلة وأهمها التوزيع عن طريق المؤسسة السورية للتجارة بعد أن أثبتت نجاحاً بالتوزيع بعيداً عن التلاعب في مركز المدينة وتعميم هذه التجربة بالبلدات والأرياف التي تنتشر فيها صالاتها ومراكزها ، والإعلان عن الكمية والمركز الذي سيتم التوزيع فيه قبل يوم كي تكون الفرصة متاحة للجميع وفتح التسجيل لمن يريد على ألا يكون مستفيداً خلال الشهر ونشر لوائح الأسماء وموعد استحقاقها حسب الدور ونشر الأسماء المستفيدة في مراكز البلديات أو على مواقع شركة المحروقات أو مديرية وشعب التموين مما ينهي حالات الازدحام والفوضى والتلاعب بالتوزيع .
ولعل الحل الأهم هو استخدام البطاقة الذكية للمحروقات في توزيع الغاز ، وذلك بعد نجاح استخدامها في توزيع البنزين الذي أصبح متوافراً بعد أن كان يشكل الحصول عليه أزمة مثل الغاز والاستغناء عن لجان الاحتياجات التي لم تنجح في حل هذه المشكلة .
* عبد اللطيف يونس