لقد نافس الصوت الأنثوي في الغناء الصوت الذكري ,فقد سطع نجم سيدة الغناء العربي كوكب الشرق أم كلثوم في العالم العربي دون أن ينازعها أحد ,حتى موسيقار الأجيال الفنان الكبير محمد عبد الوهاب لم ينل من الشهرة والمال ما أصابت أم كلثوم ,وكذلك الأمر بالنسبة للصوت الملائكي الفنانة الكبيرة فيروز، فقد احتلت قلوب الناس في المشرق والغرب ,ولكن للأسف الشديد على صعيد التلحين لم يسجل التاريخ القديم والحديث (حسب معلوماتي) اسم فنانة واحدة اكتسبت صفة ملحن, وانتشرت ألحانها على حناجر الفنانين والفنانات ,رغم أن كوكب الشرق أم كلثوم قد لحنت لنفسها أغنية واحدة ولم تروجها ولم تكرر المحاولة ، وأعتقد (بأنها لم تقارب,ولو قليلاً من عبقرية الملحنين العباقرة مثل زكريا أحمد أو رياض السنباطي أو محمد القصبجي أو بليغ حمدي أو محمد الموجي أو الموسيقار محمد عبد الوهاب)
التلحين ….هل هو صفة ذكورية…؟
إن من يبدع جملاً لحنية تسكن القلوب ويرددها العامة والمتذوق للغناء ,هو فنان مرهف الشعور ذو رفعة سماوية عالية في فضاء الكون ,يصوغ لنا علامات وشارات تدغدغ النفس بكم هائل من الفرح والجمال والفتنة ,وأعترف بعجزي عن فهم غياب الحضور الأنثوي عن ساحة التلحين , والمرأة تحمل من المشاعر الفياضة الكثير الكثير , وهي نبع المحبة والرهافة ,فكيف تعجز عن إبداع تجربة ولو كانت متواضعة ,فربما تغري غيرها بتألق النجاح ,سؤال بريء …هل الرجل أقدر على ترجمة مشاعره المرهفة موسيقياً أكثر من المرأة ……….؟
غياب آخر في النص المسرحي…؟
كذلك لا أعلم سبب غياب اسم المرأة الكاتبة المسرحية , وربما هذا الفقر بالحضور ليس مقتصراً على الساحة العربية , وإن كان هناك في مكان قصي كاتبة مسرحية فربما لم تثبت حضورها الإبداعي مثلما فعلت الروائيات والشاعرات والقاصات، من الروائية العالمية مارغريت ميتشيل صاحبة رواية (ذهب مع الريح) إلى إيزابيل الليندي وتجربتها الثرية جداً إلى رواية (بيت الأرواح) وعلى الصعيد العربي هل نذكر بالروائية العربية السورية الكبيرة غادة السمان,ولها تجربة خصبة ورصيد من الروايات والمجموعات القصصية وصاحبة كتاب نقدي للرواية والمسرح وهو من أجمل ما قرأت على الصعيد النقدي ويحمل عنوان (مواطنة متلبسة بالقراءة) إلى الروائية د هيفاء بيطار وسمر يزبك ,ولن ننسى تجربة الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي التي أثرت المشهد الروائي العربي بدءاً من رواية (عابر سرير إلى الأسود يليق بك) وبعد كل هذا لمَ الغياب عن حقل النص المسرحي ؟.
محمد أحمد خوجة