وسط موسيقا الرصاص، ودوي الانفجارات، ووسط أصوات المدافع، وصافرات الإنذار، ومن بين الأنقاض، وبين دمعتي أم ثكلى.. وسط كل هذا وذاك، مازالت نار الحب تتأجج لتنشر لهيبها في السماء عالياً معطرة كل ماحولها برائحة الحب الأبدي الذي لم تستطع الحرب الغاشمة أن تخفيه ولا حتى أن تخفف من أجيجه.
قلوب العشاق تدق أكثر من دقات الساعة، معلقة آمالاً ذهبية على مستقبل قادم سيحمل معه الفرح والسعادة.
طرحة العروس لازالت ناصعة البياض، لم تلوثها الحرب الجائرة، دماء الشهداء عطرت تراب الوطن لتتفتح شقائق النعمان بلونها الأحمر القاني فتحملها العروس ليلة زفافها.
وتبقى بارودة العريس ملقاة على سريره تنتظر من يعبئ مخزونها بالرصاص الحي الذي سينهمر على هؤلاء المتربصين بعدالة السماء، خفافيش الأرض، الذين لم يكلوا من المواجهة، لعل أعياد الحب القادمة ستكون أحلى وأبهى.
سوزان حميش