صباحُ الخير للقلوبِ التي تزنّرُ أيامَك بالحبِّ والصدق والإخلاصِ .
للعمال الذين يرسمون مستقبلَ أولادِهم بعيونهم وقدْ جَلَدتْهم الأيامُ قهراً وفقراً .
وظلّوا نظيفي القلب واليدِ واللسان ومطعمُهم ومشربُهم حلالٌ.
للصبايا وهنَّ يخطرن بثوبِ الأغنيات فتزدهرُ الدروب ويشرقُ من عيونهنّ النهارُ.
للأطباء الصادقين الذين يعيشون في وجدانِ الناس بكلِّ ما تمثِّله هذه المهنةُ من نبلٍ وشهامةٍ وإنسانيةٍ والذين يَضَعونَ السمَّاعةَ على قلوبِ مرضاهُم ولا يَضَعونها على جيوبهم.
صباح الخير للمعلمين الذين يعلِّمون الجيلَ كيف يقرؤون هديلَ الطيور، وعبير الزهور، وبناءَ الوطن .
لربَّات البيوتِ وهنَّ يُعلِّمن أطفالهنّ أن نظافة الشارع مثلَ نظافة البيت ،وأنَّ المدينةَ هي بيتُنا الكبير.
للصّيادلةِ المناوبين الذين يستقبلون مرضاهم بصدرٍ رحب ولا يقفلون صيدلياتِهم ليلاً ويتركونها مضاءة ً ويذهبون إلى بيوتهم .
صباح الخير
للمنسيّين الذين عاشوا على هامش الأحداثِ والأشخاصِ ،فلم يذكروا أحداً، وما ذكرهم أحدٌ.
للموظفين الذين يطبقون القوانين وقلبُهم على قلب الوطن ولا يرتشون ولا يبتزّون المواطنين باسم القانون .
للشعراء الذين يكتبون القصيدةَ بدقاتِ قلوبهم والذين يقولون ما يفعلون وهمْ عن اللّغو معرضون .
صباح الخير
للمغتربين الذين لمَّ الوطنُ لهم أشواقهُ ومحبتهُ ،واشتاقتْ الدروبُ لخطواتهم ، والذين يطبقون قوانينَ السير في بلدنا كما طبّقوها في بلاد الغربة من دون (تشفيط )، ورمْيِ مخلفات الأطعمة والسجائر من السيارة في الشوارع.
صباح الخير
للعشاق الذين تدقُّ قلوبهم في صدورِ حبيباتهم وقد كوتْهمُ الأيامُ حرماناً ولوعةً واشتياقاً ، وما وَهَنوا ،وما استكانوا، وما بدّلوا تبديلا.
للبساتين وهي تنهضُ من نومها لتغسلَ العيونَ بالخضرة والنضرة والجمالِ .
لأنهارِ وطني التي تخطو فيخطو خلفها الخصبُ وتعطي للحقولِ دروسَ العطاء والغلال والتي تنبع من القلوب وتصبُّ في القلوب.
للصفصاف الذي ما حنتْهُ العواصفُ .
للذين يحرسون ضحكةَ الأطفال وزقزقة العصافير وخضرةَ الأيام.
صباح الخير يــا وطني
حسان عربش