شعر : فـــــارغٌ

فارغ ،تماماً ،أنت ،أيها العالم !.
فارغٌ ، مثل ميناءٍ عائدٍ من رحلة طويلة حول الحرب .
مثل قطارٍ سريعٍ داخل غرفة نوم متوقف في محطة امرأة .
فارغ مثل نهر ، يلعب بجفاف قلبه ورائحة فمه وحصى روحه
فارغ مثل بلاد تغص بصحراءَ تحتفل كلَّ سرابٍ ،بعيد الرمل .
فارغ
فارغ ،تماماً ،أيها العالم! .
وأنت على « الجسر « يخطفكَ حذاؤكَ الثقيلُ من تعبِ قدميكَ إلى « ربطةِعنقكَ «.
وأنت على الجسر ،في المدينة المزدحمة ، والفارغة تماماً ، تقصُ خيطَكَ الأخير ،وتعرى بمعطف الصمت ،وتبرد قَصيدةً مغتصبةً متكورةً على صراخها ونهدها المدعوك ، حربٌ حتى مطلع الشمس ، وقيامة كأس الخمر ،ودعاء السفر ، وسعال الديك على مئذنة الفجر وخيط الدمع الأسود والقلب الأبيض والنجم الهاوي ،والأرض بعد ذلك ،دحاها ..
وأنت فارغ
فارغ ،تماماً ،أيها العالم .
ثقيلٌ هواء المدينة
الشوارع « تشحط « حالها الى البيت .
البيوت تخرج الى الشارع من غير هدف واضح .
الصباح كسول ينتظر أن تذهب الشمس بعيداً عن قدميه
ليلها ك « رسالة الريح ،لاتتأخر ،انتظرك « راودني بأقل شفتيك واترك الوقت مغلقاً ،والقهر مغلقاً والضحك مغلقاً ورفاةَ أصدقائك مغلقة ..
تابوتك مفتوحاً .
فارغ
فارغ ،تماماً أنت ،أيها العالم .
إذهبْ بعيداً
إذهبْ الى البريةِ
إذهب قليلاً
إذهب الى المدينة
أنتَ الآنَ في الزحام ،مكتظٌ وغريب ومسرعٌ
أنت في معطفك مختبئ
ترن « موبايل « مختنقاً
ترن واحداً مغلقاً على أكثر من «موعد «
لا أحد يلتفت
أنت لاتلتفت
يتدفقون مدينةً وشوارع ،أرصفةً وإشارات ،متسولين وبائعي ضحك ، رسامين ،وصوت مغنية ،ومقاهي ،وكراسي وعابرين إلى لاشيء أو الحديقة أو صالة المسرح ، أو أي شيء أو مكان أو قبر ،ربما ..ربما ..
تماماً
تماماً
أيها العالم !.
أيمن رزوق

المزيد...
آخر الأخبار