كتبنا وقلنا الكثير عن الصرافات الآلية في مدينة سلمية ، وعن الإهمال الضارب أطنابه لدى الجهات المسؤولة عنها ، وتذرعهم بحجج واهية وبأعذار هي أقبح من ذنوب ، في تركها على سوئها وتعطلها شبه الدائم ، أو خروجها عن الخدمة في معظم الأحيان ، أو خلوها من النقود وخصوصاً بأيام العطل، التي يهرع فيها الموظفون إلى تلك الصرافات ليرتاحوا من الازدحام الشديد خلال أيام الأسبوع العادية ، ولكنهم يعودون بخفي حنين كما يقال بالمثل الشعبي !.
فصراف العقاري خلف مركز الهاتف خارج الخدمة مؤقتاً – ومؤقتاً هذه من يوم الخميس حتى السبت ! – وصراف الزراعي خالٍ من النقود وكل تلك الأيام لم تزوده الجهة المسؤولة عنه بالمال بحجة أنها أيام عطلة نهاية الأسبوع ، وصرافا التسليف بحالة سبات شتوي !.
من المعيب يا سادة أن تكون هذه حال أي صراف ، وجد بالأساس لخدمة الموظفين والمتقاعدين الموطنين رواتبهم في المصارف ، والذين يدفعون لقاء هذه الخدمة رسوماً تستفيد منها المصارف، بمعنى أن هذه الخدمة مأجورة ولاتقدمها المصارف مجاناً للمتعاملين معها ، لذلك يقتضي واجبها أن تقدم هذه الخدمة على مدار الساعة للمواطنين ، وليست مشكلة كبيرة أن تزود صرافاتها بالمال في يومي العطلة الرسمية ، فذلك لا يحتاج إلى كبير عناء ، ولا إلى خطط وبرامج واعتمادات وإجراءات خارقة ، بل إلى قليل من المبالاة بأحوال الناس وإلى بعض اهتمام بالموظفين الذين لا تساعدهم ظروف عملهم على قبض رواتبهم إلاّ بعد ظهر الخميس أو في أيام العطلة .
وكما علمنا من المواطنين ، هذا السوء الذي تتسم به صرافات سلمية لا يقتصر على أيام العطل الرسمية فقط وإنما يتعداها إلى الأيام العادية أيضاً، باستثناءات قليلة طبعاً، ما يجعل تلك الصرافات بالاسم فقط !.
ومادامت هذه حالها في أغلب الأحيان ، نقترح إلغاء العمل بها وعدم تقبيض الرواتب منها حتى تتحسن حالها – إذا تحسنت – وحتى يرتفع منسوب الإحساس بالمسؤولية لدى الجهات المعنية بها، وتشعر بمعاناة الموظفين والمتقاعدين الذين يعودون خائبين عندما تصدمهم تلك الصرافات بخروجها عن الخدمة أو خلوها من النقود أو نومها الطويل !.
ولعله من المفيد العودة إلى زمن المعتمدين الجميل ، ففيها راحة للموظفين والمتقاعدين ، ونأيٌ عن الخيبة ، وابتعاد عن المعاناة .
ولربما من الضروري قبل أن تتحدث إدارات تلك المصارف عن الحكومة الإلكترونية ، و أن تتباهى بإنجازاتها في تطوير خدماتها ، أن تحسن أداء صرافاتها المعيب .
* محمد أحمد خبازي