فراغ مليء بالأشياء ، ظلام دامس ونور ساطع ، صمت وصراخ أشخاص بعيدين ، رفرفة الفراشات ونسمات خفيفة تزيح خصلات شعري عن وجنتي ، أشياء مبعثرة ، مسلسل من لحظات عمري ، ذكريات جميلة ..
أتساءل ؟ ! ما هذا ؟ وأين أنا ؟ !! ..
أصوات صراخ مرتفعة تشبه صوتي وألم شديد يسيطر على كامل جسدي ، ولا أستطيع التحكم بنفسي ، وكأنني مقيدة بسلاسل العالم بأكمله ، أحس بأعضائي تتمزق من الداخل ، أنظر للأمام وإذا بنهر من الدماء قادم إلي ، الخوف تملكني والأصوات ترتفع ، الصراخ يتعالى ، وكأن روحي تخرج مني …
الألم يزداد ورأسي تكاد تنفجر ، أرى وجوهاً أعرفها ، لحظات عمري تتكرر أمام عيني خوف وصراخ وألم وأصوات .
وهنا …
أعود إلى الحياة … لأحس بيدي أمي تمسح على رأسي والدموع غطت خديها ، وآيات القرآن الكريم لم تفارق ثغرها .
جسمي يتصبب عرقاً وأبي يكرر : ( الحمد لله والشكر لك يارب ! ! )
ألتفت لأرى الطبيب يربّت عليّ قائلاً : الحمد لله انتهت الجرعة الكيماوية الثانية دون أن تؤثر بشكل كبير على جسدك الصغير يابنتي ! … شفاك الله يا صغيرتي ، ويخرج الطاقم الطبي حاملين في قلوبهم الحزن وعيونهم تكشف كل شيء ، تقول أمي :
هل أحسست بشيْ يابنتي ؟ …
أهز رأسي لأجيبها بلا .
قمر السيد
المرأة العربية