قبل ساعتين ونصف من الآن الحادية عشرة إلا ربع صباحاً
الطقس ماطر بغزارة وكأن حبات المطر تغسل كآبتي من النافذة..
أجلسُ وحدي في مقهى المدينة والضجر يأكلني ، أرتشف كوباً من القهوة المُرة التي أصبحتُ مدمنهً عليها وكأني أتعاطى قلقها ،في يدي كتابٌ مُمل صفحاته تنوف على من مئتي صفحة ،كان يحكي عن فتاة حمقاء وقعت في حب رجلٍ شرقي .
كان لا بد أن أنتهي من قراءتهِ منذُ أسبوع وأكثر ،لكن كنتُ اقرؤه فقط في أيام وحدتي، تدق ساعة الحائط ببطء شديد وكأنها تنافسني ،يتفتل النادل لتلبية طلبات الزبائن ، وكل طاولة كانت تحكي قصة ما ، شاب يشبكُ يدهُ بيد حبيبتهِ لعلَ حبهم ينتصرُ يوماً.
صديقتان تضحكان وتثرثران وكأن لا هموم لديهما ، أما أنا فَكنت دائماً على يقين أنني سأظلُ وحدي .
أتلفت.. أمامي وخلفي بنظرات مستبدة واليأس يفتتني ،وفجأةً انعكس شيءٌ وكأني رأيتُ الشمس يشعُ نورهُا من بين ثناياه ، لكن خشيت أن يكون ذاك النور وهماً ، لأن الجمال ليس ضمن أولوياتي.
اقترب مني بضع خطوات ..
وفجأةً أصابتني هلوسات تتعارك داخلي، ربما كانت سعادتي فائقة الاشتعال عندما نظرتُ لعمق عينيه اللوزيتين برغبةٍ قوية للتحدث معهُ ،لكن لا أعلم لماذا كبلني الصمت،وكأن حنجرتي تفتت بسيف الحب . كانت النار تشتعل بداخلي ، تقدم مني على وجل ،اقترب فسألني عن اسم منطقة وأنا شاردة في عمق عينيه،وكانت اللعنة الأبدية، فما كنتُ إلا رماداً وطال عمري بصوته.
رددتُ بصوتٍ مرتعش يستوقف انتباهه بلهجةٍ منحدرة، وكأنّ صوتي أصبح نوتات موسيقية تعزف على قيثارة كلماتهِ ،أصبحتُ آلة موسيقية تسبح بتناغم مع صوته، ثم اقترب مني بضع خطوات واستوطن قلبي بسرعة النبض، وكأنّ عينيه في سباقٍ مع قلبي من سيفوز يا ترى؟؟!!!!
غرقت في بحر عينيه ببضع ثوان ،وكأني قرأتُ شيئًا من الروايات على ما يبدو،
وحينها أيقنت أنني سأخوض معركة الحب ،ولا مهرب من ذلك .. إما أن أقتل أو أنجو..!
رغد الجاجة