استضاف اتحاد الكتّاب العرب بحماة أصبوحة شعرية غصت خلالها قاعة الاتحاد بالمتابعين وعشاق الشعر الجميل الذين حضروا واستمعوا إلى ما قدمه الشاعران غازي خطاب وحسان عربش ، والشاعرة ناهدة شبيب .
بدأ الأصبوحة الشاعر غازي خطاب بإلقاء بعض قصائده نورد منها ما جاء في قصيدة ( انتظار) :
ها وجهك النبويُّ ، الق يمامة
قطّعن أيديهن لمّا أن بدا
يا حيرة الباب الجريح تقوّست
أضلاعه ، ثم استوى متوعدا
الصوت ضاع وليلك القطبيُّ
يلتهم الدروب الساهرات معربدا
عيناك في غبش التذكر حجرتان
وأنت تعترف الحنين مسهّدا
لا نار ، لا قبسٌ وشعرك ذلك المنفي
آنس نجمتين وما اهتدى
والشوك أدمى أخمصيك ولا تكاد ترى
ولا تكادُ ترى يديك وأنت تمضي مجهدا
كلّ الصحارى داهمتك مغرّياً
من بعد أن وطئتك أفراس العدا
أحلامك الخضراء ، بيتك والحقول
الخضر والأقمار قد ضاعت سدى
أمدد يديك إلى السماء فربما
ملأتْ لك الأكواب من بعد الصدى
ستظلّ شمساً يسا نجمي الحلم
فاعبر نحو مجدك شاعراً متوقدا
ثم القت الشاعرة ناهدة شبيب بعض قصائدها فقالت في إحداها :
عُتبى عليك ويغشى وجهي العتبُ تاه الدليلُ وأعمى قلبك الغضبُ
كم مقلةٍ تصطفي من وهج نظرتها كأنها من لهيب العشق تنتحبُ
قيسٌ… وحرُّ عراء الرملِ يجلده ما ضرّ ليلى … حليقٌ ماله شنبُ
من شرّبوه أجاج الملح ما عرفوا أنّ المشارب لما تصطفي عجيبُ
قلبٌ تفطر ما أخفى سريدته لا يشفعُ الشعرُ ما أربابه كتبوا
وكان ختامها مع الشاعر حسان عربش الذي اخترنا من شعره أبياتاً من قصيدة (عاصمة الربيع):
هذي حماة جنانها وضفافها
ضاقت على شعرائها أوصافها
خطرت بثوب الأغنيات ظباؤها
مشت الهويني وانثنت أعطافها
لمّت على العاصي عباءة حسنها
ما زانها إلا لسنا وعفافها
أخت الرجال إذا الكروب تواثبت
وإن استبدّ من السنين عجافها
وحماة عاصمة الربيع وعطره
نعمت بحسن بهائها أضيافها
هي قصة جحد الزمان فصولها
فمتى يكون إلى الدنى انصافها
فيها تعانق مسجد وكنيسة
كقريش حين أعزها إيلافها
مدت بساط ربيعها لعيوننا
فاحتار ماذا يجتلي وصافها
يغريك مربعها بطيب فتونه
ويعيش في كنف الشذا مصطافها
وحماة مملكة الزهور بيوتها
بالطيب يغسل وجهه عرّافها
صلاح أورفلي