يواجه آلاف مربي الثروة الحيوانية في منطقة الغاب ظروفاً اقتصادية صعبة جراء صعوبة تسويق إنتاجهم من الحليب ولاسيما بعد غزو الأسواق بحليب البودرة المجفف والمهرب من مصادر غير معروفة وبأسعار متدنية تتراوح مابين 20 و25 ألف ليرة لكيس الحليب بوزن 25كغ وإغلاق ورشات تصنيع الألبان والأجبان أبوابها أمام مربي الثروة الحيوانية التي لم تعد تشتري أي لتر حليب الأمر الذي أدى إلى خسائر بملايين الليرات.
يقول رئيس الوحدة النقابية في منطقة الغاب الدكتور البيطري رايد سعيد إن استعمال حليب البودرة في صناعة الألبان والأجبان ومنتجاتها من شأنه أن يلحق ضرراً بالغاً بالثروة الحيوانية خصوصاً في قطاع الأبقار الحلوب في الوقت الذي تعمل العديد من مؤسسات الدولة ومن خلال برامجها لمحاربة الفقر والبطالة على توفير الأبقار والماعز الحلوب للأسر الفقيرة لتحسين مستوى معيشتهم لافتاً إلى أن ضرراً لحق بالمزارعين والمربين بعدما تحولت معامل الأجبان المحلية لاستخدام حليب البودرة الذي يتوفر بأسعار بخسة ورخيصة ومن منشأ غير معروف وقادم من دول الجوار وخاصة من تركيا مبيناً أن هناك مزارعي أبقار ينتجون يومياً 3-4 أطنان من الحليب ولا يستطيعون تسويقها الأمر الذي يضطرهم إلى تسويق منتجهم بأسعار مخفضة وبسعر 110 ليرات للكغ وهي تلحق خسائر كبيرة بالمربين بسبب عدم تناسب أسعاره مع أسعار الأعلاف التي يصل فيها سعر الكيس 50 كغ إلى 8 آلاف ليرة.
وشدد على دور الجهات الرقابية بضرورة فرض رقابة على حليب البودرة المهرب بالإضافة إلى إلزام معامل الألبان والأجبان بكتابة المادة المستعملة في تصنيع المنتج والتأكد من مطابقة منتجات الألبان المحلية للمواصفات المعيارية والاشتراطات الصحية المعتمدة.
من جانبه أشار يسوع سلطين من قرية الجيد وهو من مربي الثروة الحيوانية إلى أنه لا بد من التصدّي لهذه الظاهرة الخطيرة واعتماد مشروع خاص بمكافحة الغش الغذائي بصورة خاصة وإصدار قوانين وتشريعات جديدة صارمة وشاملة تستوعب جميع أساليب الغش الغذائي خاصة في مثل هذه الظروف وعدم جعل الأزمة ذريعة للتهاون مبيناً أن سعر كغ الجبن المصنع من الحليب العادي لايقل عن 1300ليرة في حين أن سعر كغ الواحد للجبن المصنع من الحليب المجفف يصل إلى 600 ليرة منوهاً إلى أن بيع الألبان والأجبان المصنعة من حليب البودرة المهرب وفي الأسواق الشعبية ظاهرة مألوفة لدى المواطنين وأنه من الصعب على المواطن كشف هذه الألاعيب بسبب مواجهته لخبراء في مجال الغش وبالتالي فإنه سوف يتناول المواد المغشوشة من دون أن يشعر وربما يعود لاحقاً لشرائها مرةً ثانية.
وأضاف : إنه لاتوجد أي رقابة وذلك لأن موظفي الرقابة يحتاجون إلى مراقبين عليهم بسبب تواطؤ معظمهم مع أصحاب المحال التي تمتهن الغش منوهاً بأن عمليات الغش تتم من خلال إضافة 12 كغ ونصف الكيلو من حليب البودرة إلى برميل ماء بسعة 500 ليتر ليتم تحضير الجبن على حراقات لتسخين الماء ومن ثم يتم تصنيع الجبن وتسويقه إلى أسواق دمشق واللاذقية وحماة منوهاً بأن المربين تقدموا بشكوى بهذا الخصوص والمكتب التنفيذي في المحافظة ولم يتم إرسال أية لجنة لتدارك هذا الأمر الخطير الذي يهدد المحافظة ككل وليس منطقة الغاب.
من جانبه دعا المربي محمد الأحمد من منطقة شطحة الزراعي لتشديد الرقابة على استخدام حليب البودرة المهرب في صناعة الألبان وعدم انسياق المواطنين وراء العروض ذات الأسعار المتدنية لمنتجات الألبان والأجبان مشيراً أن مربي الأبقار يتضررون من وجود منافسة غير شريفة في ظل إساءة استخدام بعض المصانع لحليب البودرة في تصنيع الألبان مناشداً الجهات المختصة التدخل لإنقاذ مربي الأبقار الذين أصبحوا على مقربة من الإفلاس بسبب كساد الحليب لديهم .
حماة – أحمد نعوف