على كتفي أحملك جنوناً ، مشاويراً من العتابا ، أيتها الدليلة في عناوين أشعاري ، غداً يزهر ويعشب- البلعاس- يجنُّ بساطاً من الآهات ، وشرشفاً من التمنيّات ! ها هو المساء يرجمنا بخباياه الجميلة !
كأنك أيتها المشفوعة من زمن العذابات شاهدة ، جبَّانة ٌ» راودها الطوفان وغامر في أعماق- خشخاشاتها وهجُ الأسطورة !..
في مساحات الهلع الموروث زرعت – زيزفونة- تحت فيئها قيّلت مرحلة من المعاناة !
يختنق البحر ينتفض النورس ، تجترحُ الضفاف ضيوفها ! تغتسل الدموع بملمول المواقد المهجورة .. تصهل جياد الأزمنة الحجرية ، ترمح غزالة الهضاب الناطرة!
في قلبي بحيراتٌ من الأحزان ، وجداول تنوح من الذكريات ! أيتها المرجوجة ُ برطوبة المنارات المصادرة ..!
كوني الوعلة الشاردة بين تخوم أشجار البطمْ..!
زرعتك حبقاً ، جورياً ، ياسميناً ، قرنفلاً في حدود حواكيري المتروكة – سهواً- للفصول العجولة في .. عطاءاتها الموسمية !
أيتها المرهونة للمواعيد ،والاعتذارات الوهمية ، .. كوني الحداء الجميل بين أرخبيلات القصائد ، مطراً يعاندني ، ودروباً تجهل أقدام سراتها !
الليلة ينهمر .. البرد ، وتلتطي الخراف أحضان أماتها خائفة من الليل ، ومذعورة .. من عواء الذئاب الناطرة في الوديان المسكونة بالوهم والخرافة والحجل الغافي !
تعالي نوقد أعواد العيصلان ، نشعل النار ، .. نشوي حبات الكمأة ، نفنرش الأرض ، نلتحف السماء ، ونشرب – المتة- والشاي المغلي بالقرفة ، وخرافنا حولنا ، ترعى ، تنام ، وجديٌ ملعونٌ ينطنط مزهوّاً .. بحاله .. ، ها أنذا أرى غيمة يطاردها الريح … خائفة تلهث ، لا تعرف أين تبيت الليلة !
هلمي نلملم بقايانا المتناثرة ، ونعود بالقطيع إلى المضارب … ها هو العتم كشر عن نابه ! .
في عينيك عيوني ، نسيت رائعة القصيدة ، وعلى حدود جديليتك جندلي الموال ، وارتعشت على ضفافك رموش السنابل ، يا نبعاً جرح صدر الهضبة وخمش الحوافي ! .
تعالي نسهر حتى ينام الصبح في عيوننا ويتثاءب كبش القطيع ، وينبح كلب الراعي . كأننا في رهان مع الزمن لا نقوى على عبوره ، وهذا السد الذي تصطدم على حافتيه أغنياتنا الفاترة !.
تململ الشوق ملولاً ، وانجلدت عبر المضائق أرياح الأمطار الموسمية وضلت بين سقف النخيل ، هدهدات نيسان الملوع بعبير الزعتر والحبق البري ! .
في راحتيك يا شالعة العقل من رأسي ، تزدحم الظنون وتنفرج معالم الحصار ، كفّي عن البكاء ، لم يبق في قلبي متسعٌ للحزن.
خضر عكاري