شعر : وهـكـــذا

لـم أذهَـبْ إلى الحَقْـلِ لأشَاهِـدَ الفلاحَ
وأرسُمهُ بلوحَةٍ سوريالية
كُـنْتُ أنـا هـو أزرعُ القَمْحَ
وطـوراً الفاصولياء
أحصُـدُ انبهَاري بـضَوْءِ الـفجْر
أصْعَـدُ قمَّةَ شجَرَةِ التوت
لأقْطِفَ من جوَارِها عُنْقُودِ غيم
كما أني لم أَصِفْ المُعَلِّمَ عن بُعْد
كانتْ أصَابِعِي مطلِيَّةً بالطَّبَاشيرِ
وأنا أشْرَحُ عن الحَالَاتِ الشَّاذة للهَمْزَة
عن تأخِير المبْتَدَأ إلى أجَلٍ غَيْر مُسَمًّى
عن النَّصْبِ الأقوَى من قانُونِ الضَّمة
عن حرُوفِ الجَرِّ الزَّائِدَة
صِلَةِ الوَصْل
المَنْقُوص
الجَرِ بِالمُجَاوَرَة
وأشْيَاء لا داعي لسَرْدِها
فرُؤُوسُ المَنَاجِلِ مُمْتَلِئَةٌ بالحَصَى
ويومَ تَوَرَّطْتُ بالشَّعْر
لم أكن حينَهَا قـد تعَرَّفْتُ على المتنبي
و و
و و
لارامبو ولالوركا
ولا ولا
كُـنْت آنَـذَاك أسْتَمَع من أَبِي
لـنَهْج البَلَاغَة
سُـورَة آل عُـمْرَان
وَنَشِيـدِ الأَنَاشِيد
وحكايا جَـدَّتي عـن الجَان
والـذُّرَة التي أكَلَتْهَا الخَنَازِير
تَمَسَّكَتُ بتلك القِصَصِ لِوَقْـتٍ طَوِيلٍ
واستشفيتُ منها خَوَاطِري الأُولى
كُلّ ما سَرَدتُه كان مَحْسُوساً ملْمُوساً
وحـدَه الحُبُّ كـتبْت عنه
قـبْـلَ أن يَأْتِيَ
وحين أَتَى احتَفَـلْتُ به
ونسِيتُ أن أَصِفَهُ ولو بحَـتَّى
وهكَـذَا خَسرَ الأرشِيـفُ الجـزْءَ الأهم.
نصرة ابراهيم

المزيد...
آخر الأخبار