مكتبة الفداء : الإخوة الأعداء للكاتب اليوناني نيكوس كازنتزاكيس

الإخوة الأعداء رواية يونانية مرهفة جداً، صفحاتها غارقة بالخيانة والغدر والحقد والكراهية.
كاستللوس قرية عانت حرب أهلية دامت سنوات طوال جعلت منها خراباً غاب عنها الأمان، تخلو بيوتها إلا من الأرامل واليتامى.
بعض رجالها ارتدوا القبعات الحمراء واحتموا بالجبل، يتمثلون الأفكار الشيوعية وآخرون أصحاب القبعات السود إلههم المسيح المصلوب ولا يأملون بعودته….
تستمر الحروب وكاهن القرية مكتوف اليدين لا يعلم أي الفريقين صاحب الحق ليكون معه، يطلب من إلهه أن يلهمه ويرشده ويستغيث ولا مجيب.
يقرر أخيراً تسليم القرية للأنصار أصحاب الحرية، فابنه قائدهم، على أن يعطوهم الأمان ويتوقف سفك الدماء، وفي اليوم الموعود ينقض العهد فتضيع جهوده وتزهق روحه بأمر من ولده.
و أكثر ما أحزنني مذكرات شاب اضطر للقتال، كتبها لحبيبته يخبرها عن بؤسه وشقائه فهو لا يعلم لماذا ولأي سبب يقتل!!
فيذكر لها الأحداث التي تمر عليه ،ومن بينها كذبة نيسان التي أشاعت في المعسكر أن الحرب قد انتهت، فخرجوا جميعا يستبشرون فرحين بالسلام، ليصعقوا بأن السلام كذبة. فيقول:» أصبحت الحياة بالنسبة لنا أفظع، فقد استشعرنا السعادة التي هربت منا، أدركنا أن شيئاً واحداً( شيئاً بسيطاً جداً) يكفي ليعيد إلينا إنسانيتنا، لكن هذا الشيء لا يحدث ولهذا نبقى وحوشاً».
نزهة السيد