زهــير الشـــوا مخرج سينمائي سوري قدم فيلمين.. وتوقف..!

منذ نصف قرن.. زارنا في مدينة حماة الفنان السوري (زهير الشوا) يروج لفيلمه ( لعبة الشيطان) وعرض الفيلم في صالة (سينما حماة) ولاقى الفيلم إقبالاً جماهيرياً مقبولاً, وتوقف هذا الفنان بعدها .. وبعد بضع سنوات في أوائل السبعينات، زرناه في الاستديو الذي يملكه في أحد شوارع الصالحية بمشق, وبعد أكثر من ثلاثين سنة شاهدناه عجوزاً يكرم في مهرجان دمشق السينمائي ونأمل أن يعود هذا المهرجان إلى نشاطه.
يعد المخرج زهير الشوا أحد المؤسسين للسينما السورية, ففي عام 1962عرض فيلمه الروائي الأول (الوادي الأخضر) وبعد أربعة أعوام قدم فيلمه الثاني والأخير (لعبة الشيطان) وكانا من تأليفه وتمثيله وإخراجه, وهو من مواليد دمشق 1926 من حي شهير (ساروجا) وقد بدأ عمله الفني وهو في السادسة عشرة من عمره, وشارك في المسرح المدرسي, وبعد إكمال دراسته الثانوية أسس فرقة مسرحية باسمه قدم من خلالها عشرات الأعمال المسرحية وفي بداية الخمسينات من القرن الماضي بدأ بتجهيز استوديو سينمائي, واستقدم كل معداته من تصوير وتحميض, وكان يقوم بكافة الأعمال من كتابة وتصوير سيناريو, وإخراج, وقدم أول فيلم (الوادي الأخضر).
لاقى فيلمه (الأول إقبالاً جماهيرياً كبيراً, ويذكر زهير الشوا) أنه باع بيته لينتج هذا الفيلم الذي شارك في بطولته (أميرة ابراهيم) و( دلال الشمالي) وعدداً من ممثلي المسرح السوري في ذلك الوقت, وكانت التجربة ناجحة لأن الوادي الأخضر.. هو أول فيلم سوري ناطق في أوائل الستينات من القرن الماضي, وكان من أبطاله الفنان (الحموي محمد شفيق المنفلوطي) الذي عندما عرض عليه الدور وقال له:كم تريد أجراً.. أجابه : ماذا ! هل تريدني أن أخذ منك أجراً, وأنت تريد أن تصنع سينما سورية ! لا أريد أجراً منك) وهذا نادر وفي غاية النبل والوطنية .
وعن بداياته الأولى في المسرح يقول: إنه كتب ومثل عشرات المسرحيات, وتنقل بها في أنحاء سورية , ثم أسس (استوديو في الصالحية واستكمل شروطه السينمائية , واستعان بسينمائي عريق من أصل هنغاري هو (سابو) كان يعمل في السينما المصرية, وقمت بإخراج أول فيلم في وقت لم يكن أحد يهتم بالسينما.
ـ كنت أدخل الاستويو في السادسة صباحاً وأبقى حتى الحادية عشرة ليلاً، كنت أعمل كل شيء بيدي, لأنه لم يكن أحد يعمل بهذه الأعمال, ولاسيما أن الناس كانوا يطلقون على الفنان ( أرتيست) وكانت من أصعب الأمور الاستعانة بممثلات فقد كانت هناك نظرة غير محببة إلى الرجال فكيف إذا عملت الممثلات وحقق فيلمه الأول الوادي الأخضر نجاحاً مقبولاً وهو يتحدث عن قصة اجتماعية طريفة عن شقيقين في الريف يتنافسان على حب فتاة هي بنت المختار, وفي النهاية يضحي أحد الأخوين لأخيه أما فيلمه الثاني (لعبة الشيطان) فلم يحقق الإيرادات التي كان يتمناها المخرج وهو من بطولته ومعه (أميرة ابراهيم) بطلة الفيلمين إضافة إلى نجوى صدقي والراقصة (نوال محمد) وقد تحدث المخرج عن (أميرة ابراهيم) أنها فتاة من اللاذقية عملت معه لأكثر من أربعين سنة, وكانت أمية لاتعرف القراءة والكتابة وقد قامت ببطولة فيلميه (الوادي الأخضر, ولعبة الشيطان) وقد توفيت عام 2004, ولقد تعبت كثيراً حتى علمتها الظهور على الشاشة.
مشاريع كثيرة كان يحلم زهير الشوا بتقديمها, ولكنها لم تتحقق ويذكر أنه كان لديه مشروع فيلم (دمشقي) يشارك فيه حكمت محسن (أبو رشدي) وفهد كعيكاتي (أبو فهمي) ولكن لم يتحقق المشروع لضعف الإمكانيات..
مما يذكر أن الفنان زهير الشوا غادر دمشق في أوائل الثمانينات ليستقر في مدينة (اللاذقية) التي أحبها كثيراً..
قدم في حياته فيلمين, لانعرف أين هما الآن, إضافة إلى عشرات المسرحيات, والغريب أنه لم يظهر في التلفزيون مطلقاً, ولم ينتسب إلى نقابة الفنانين, وهذا يذكرنا بصديقنا ( مظهر الشاغوري) الذي تخرج في معهد المسرح في مصر, وكتب الكثير من الاعمال المسرحية..
رحل (زهير الشوا) عن عالمنا عام 2016.. وطواه النسيان؟
سليم الشامي

 

المزيد...
آخر الأخبار