حاورني … وأجبته:
الشعر فعالية إنسانية، له طبيعة حركية، تتسم بالتجديد والمواءمة، بين الذات والمثل التي تطمح إليها.
قائم على سيرورة الوجود والمكابدة وتقديم رؤيا جديدة للكون والحياة.
خضر عكاري، شاعر يتخطى حدود الواقع إلى الممكن، من خلال قصيدته العصية، والعاصية أحياناً على المتلقي العادي..!
مؤمن بنوعية حضور القصيدة، حيث النص الحديث، المُلغز.. المربك .. المشفر.. فهو أي الشاعر (عكاري) أحياناً لا يعطيك قصيدته من أول قراءة، أو حضور أولي في أمسياته الشعرية.
يشغلك معه، ويقلّك.. إلى براري من الهيجان، حتى تصل وأنت تتابع.. إلقاءه… إلى لحظة (النرفانا) الموجعة…
في قصيدته، يفجر النظام القديم (العتيق) إلى اللا مألوف، والعادي، وخلق تعبيرية جديدة، وحالة من الحركة، داخل السكون القاتل، وابتداع لغة خاصة به، معبرة عن خصوصيته الشعرية، وهواجس تجربته التي تنتمي إلى حركة التاريخ والمجتمع معتمداً وعاملاً على التكثيف.. والتوتر .. والادهاش..!
شاعر (البلعاس) يصدمنا بقصيدته، كمتلقين وقراء شعره الواخذ اللفظة، والجارح العبارة، بشحنتها المجازية، الكاسحة، الداحرة، دونما .. مقدمات أو تمهيد.. حتى نحس، وكأننا ونحن في هذا الجيشان في تضاعف العمل الشعري، أمام قصيدة ملبدة بالغيوم المشحونة بالبرق والرعد… والمطر… والمرهوقة بالعذابات، تحت وابل كثيف من اللغة المحتدمة، والجمل المتخاصمة..!.
المهرجانات الشعرية ظاهرة جميلة وصحية لكنها لا تنجب القصيدة (الضجة)… المبدعة.. والشاعر الحق هو السليم والمعافى من تلاقح أصوات شعراء آخرين في، وبين تضاعيف قصيدته المهرجانية، المسبقة الصنع لهذا (المهرجان).
ونحن مع استمراره السنوي في سلمية الشاعرة والشهية والمستلهاة في قصائد أبنائها الشعراء، وضيوفها من الشعراء وخاصة من جارتنا وجارة العاصي حمص وحماة.
وتبقى سلمية الشعر والمهرجان، لكن أمنياتها تبقى… فزعة جفلانة تلتطي بين طيات، وزوايا أحلامها.
تنادي بعتاب جميل وهادئ.. أين النقاد والصحافة ووسائل الإعلام الأخرى من تلفزيون وإذاعة وصحف… و .. و.. يأتي التلفزيون ملهوفاً ومزموعاً لتغطية اليوم الأول من المهرجان.. فقط لاغير.. ثم يغيب طيلة أسبوعه المهرجاني وقد يأتي آخر يوم إذا كان هناك من داع ضروري لتغطية بعض الأسماء المفروضة من جمهوريّات رسمية.. لاشباع بعض الغرور للبعض والـ..؟!.
ويتابع الشاعر عكاري تأوهاته فارداً أجنحته كنسر البلعاس.. فوق قمة جبل شاعر ويقال إن هذا الجبل أعلى ما في البلعاس من قمم وهضاب وجبال.
نريد قصيدة تقلق سامعها (شالفة) قارئها إلى آماد بعيدة، قصيدة بعيدة عن السردية .. التلقائية .. المجانية.. الوصفية.. تصل إلى الذين يتابعون قراءة الشعر معتمداً على نوعية الجمهور والحضور الكيفي.
مهمة الشاعر إقلاق القارئ المتابع، ورجه وحكحكة .. جراحه وتحريضه يقظاً بعيداً عن نعاسه الثقافي.
هناك شاعرات رائعات، بعضهن يكتبن القصة والخاطرة والرواية لكنهن وبحق شاعرات.. منهن: الشاعرة إلهام برغل وأنيسة عبود، وعفراء ميهوب واعتدال رافع واسمهان ديب وفاديا دلّا.. وعفاف الخليل والشاعرة المبدعة فاديا غيبور.. و.
خضر عكاري