ويظلُّ يتبعكَ الأسى

العقلُ صارَ من الغرابةُ أغربا 

فرأى بأن العقلَ في أن يذهبا
فمضى يراقب ما جرى من بعده
ليرى الجنون وقد طغى واستذأبا
.
فيصيح من فرط المرارة قائلاً
ويحي لقد كنتُ المحقَّ المذنبا
لم يبقَ عند العقلِ عقلٌ يومها
أّمّا الجنونُ على الجنونِ تغلّبا

ولأنّ هذي الحال لا ترضي الصديقَ
ولا العدوّ فقد جلستُ لأكتبا.
سالَ المدادُ من اليراعةِ بائساً
كالأمنياتِ..كحدِّ سيفٍ قد نبا

متخشبٌ نبضُ المساءِ بناظري
حتّى لقد نبضُ الصباحِ تخشَّبا

ودّعتُ آخر غيمة ذرفتْ دمي
والقلب نامَ على الحجارةِ متعبا.
يا قلب نمْ فالنوم صار فريضة
لمن احتسى مرَّ الحياة وجرّبا

في عالم الأحلامِ تُسقى حنظلاً
من تحت أظفارِ السماء تسرّبا

ستظلُّ تصهل كالجواد مقيَّداً
لا يستطيعُ من الشقا أن يهربا

ويظلّ يتبعك الأسى مستذئباً
من بعدما يا صاحِ خالك أرنبا

فيخفُّ إثرك والهياجُ يقودُهُ
ليدسَّ في النبضِ العليلِ المخلبا.
لا تطلبنَّ من الحياة سعادةً
أو راحةً فمحرّمٌ أن تطلبا

سيزيفُ أنت حملتَ نبضَكَ صخرةً
تمضي بدربِ العمرِ كي تتعذّبا

نرسيسُ أنت يرى الحياةَ بحيرةً
فيها يرى الوجه الجميل الطيّبا
.حتى إذا سئم الحياة مضى إلى
موتٍ يرى فيه الحياة الأنسبا

 د. باسل الشيخ ياسين

المزيد...
آخر الأخبار