وإن كنتِ سمراء!

سحبتُ الرباط الملون عن شعري, وغلغلت يدي بين خصلاته السوداء الطويلة…أمسكت قلم الكحل, نظرت إلى المرآة وأخذتُ أتأمل ملامح وجهي و انعكاس هيئتي, ابتسمتُ ببراءة طفلة أنهكها الحنان فارتسم على وجهي حقلا مزروعاً بالألماس , وطرقت يداً بيد ورميت الكحل…لكني لم أصدق ما أراه!
لففت يدي على الخصر النحيل.. وتناولت مرآتي الصغيرة.. و رحت أتمايل بذاك القد المياس في أرجاء الغرفة ، الكون يصغر من حولي وأنا أغني»سمراء.. سمراء !»
أحقاً تلك هي أنا ؟
هاقد تفتحت بصيرتي… إني أرى .. الآن يمكنني الاطلاع على ما خفي عني طيلة سنوات فقدت البصر فيها! إنها المعجزة قد لامستني وها أنا أعيش في كنفها متنعمة! حقاً صدق الناس حين قالوا لي يوماً بأن بريق عيني يعدل المزاج مع الرمشين اللذين كادا أن يعانقا السماء.. الآن أتمكن من رؤية استدارة وجهي الذي كانت تقول أمي إنه يحاكي قرصاً من العسل الأسمر! ..
لكني بدأت أسأل نفسي ويشغل تفكيري سؤال،رغم أني استعدت بصري قبل سويعات قليلة..لكني لفرط الإعجاب بما قد رأيته لمع هذا السؤال في خاطري وزاد في توهجه لكني لم أدرك الجواب:
ماذا تفعل السمراء في هذا العالم!
إن كنت أنا قد فتنت نفسي بنفسي! فماذا لو فُتن فتى بفتاة سمراء أفلا يتوه!
وبدأت أشغل نفسي عنه مرة دون جدوى! وأعود إليه مرة أخرى…
ما فائدة اللون الأبيض إن لم يكن هناك الأسمر..كمفاتيح البيانو أسمر مع أبيض لترتسم تلك الايقونة الممتعة!
لكني أيقنت أن للسمراوات قصة في هذا العالم, هنَّ المميزات, اللواتي إن ابتسمنَ تنحني الزهور إجلالا..يجعلن في القلب نبضاً من الجمال, فإن كُنَّ ذوات عيون فاتنة فسلاماَ على بقية الإناث! الابتسامة منهنَّ تربك عيون الناظرين…سيتنازل القمر لحسنهنَّ وسيحتللن السماء… فإن كنتِ سمراء فتدللي !
تكاد الحروف أن تصاب بإرباك تام.. فكان الله في عون لغة أريد منها أن تحكي عنهنّ!
هذا ما جال في خاطري حين كنت أرى نفسي للحظات الأولى… سأكون منصفة وأقول : إني أحببت نفسي من نفسي..لا شيء يوازي هذا متعة !
متعة استراق النظر للأشياء التي غابت عنا طويلاً .
شعور يشبه الطوفان …
لن أكترث من كنت.. ولن يهمني كيف الآن أنا ,لكني أعلم جيداً من سأكون…

شهد الرحال

 

المزيد...
آخر الأخبار