لم يكن ينقصنا مع ارتفاع الأسعار والكهرباء والمازوت وضيق العيش إلا شبكة من الطرقات تجعلنا ندوخ السبع دوخات، فمن الحفريات إلى المطبات تضاف إليها أعداد لامتناهية من الانخفاسات والالتواءات ،هذا المشهد يكاد لايغيب عن كل قرية أوبلدة أو مدينة وخصوصاً في الريف. فهنا تمديد شبكة للصرف الصحي، وهناك حفر للمياه، وآخر للهاتف، وآخر من سوء التنفيذ، والحارة حارة كل من إيدو إلو ،ولايمكنك التمييز بين من يحفر و من يطمر كيف ما يشاء ، فمن ريكار مفتوح إلى آخر فوق مستوى الطريق ،إلى.. إلى..
واللافت أن الورشات لا تزداد شهيتها للحفر إلا بعد التعبيد الذي لايأتي إلا بعد عشرات الكتب والمراسلات وصرف آلاف الليرات، ومن يرغب بالحصول على دليل على سبيل المثال لا الحصر فليذهب ليشاهد طريق المحروسة جب رملة، فبعد قشطه وتزفيته مرتين متتاليتن، آخرهما الصيف الماضي ، ولم يفرح سالكو الطريق كثيراً حتى بدأت الحفريات تنهش جسده والانخفاسات تظهر هنا وهناك ..
ولا تعرف على من تلقي اللوم ، على المواطن الذي يحفر الطريق بعد تزفيته لمد أنبوب مياه، أو للتوصيل بشبكة الصرف الصحي، أو غير ذلك وردم حفرته بأية طريقة يشاء.
أو على الجهة المسؤولة التي لا تحمّله مسؤولية إعادة الأمور إلى ماكانت إليه.
أم على شركة الطرق التي لا تعلم من يرغب بتنفيذ أي حفر قبل التزفيت بمدة محددة كي لايشوه الطريق،أم على الجهة صاحبة العلاقة بمشروع ما لأنها لاتلزم المتعهد أو الجهة المنفذة بإعادة الطريق إلى ماكان عليه قبل التنفيذ، وخير دليل طريق الصارمية سلحب الذي تحول إلى عقوبة لسالكيه بعد تنفيذ مشروعين للصرف الصحي والهاتف وغيره الكثير الكثير..في الحميري وبيصين وطريق حماة الحمراء …
وعلاوة على ذلك تلاحظ عدم وجود شاخصات للدلالة وتحديد المسافات في الكثير من المناطق وخصوصاً في منطقة الغاب، فتضطر لسؤال المواطنين أكثر من مرة لتعرف اسم القرية التي وصلت إليها والتي ترغب بالذهاب إليها.
فيصل يونس المحمد