لقد ظلَّ النقاد – ولفترة طويلة – يعتبرون أن رواية (زينب) للكاتب محمد حسين هيكل الصادرة سنة 1914 م أول رواية عربية، رغم أن الأديبة زينب فواز أصدرت روايتها الأولى (حسن العواقب) أو (حسن العقبى) أو (غادة الزهراء) عام 1899 م, وبذلك تكون زينب فواز أول من كتب رواية عربية, كما تُعتبر أول صوت نسائي عربي طالب بحقوق المرأة العربية, في زمن كان فيه صوت المرأة العربية مُغيباً ومقموعاً، وكانت زينب قد نشرت كتابها الأول (الرسائل الزينبية) عام 1892م وهو يتضمن آراءها في قضية المرأة والدفاع عن حقوقها، وهذا يعني أنها سبقت – حتى – قاسم أمين الذي أصدر كتابه تحرير المرأة الذي صدر عام 1898 م بعدة سنوات. وفي كتابها الثاني (الدُّرُّ المنثور في طبقات ربات الخدور) الصادر عام 1893 م، وهو أكبر كتبها وأشهرها، تراجم لـ 456 امرأة شرقية وغربية مرتبة حسب حروف الهجاء.
لذا, كان من الضروري إعطاء هذه المرأة المبدعة والمتنورة حقها, وما هذه المقالة (المتواضعة) إلا تذكير بسيط بها, ويبقى جلُّ الاتكال على الفعاليات, الثقافية عامة, والنسوية خاصة, في تسليط الضوء عليها, لِما لها من أهمية متفردة سبّاقة في كتابة الأدب, والدفاع عن المرأة وحقوقها.
والجدير بالذكر, أن زينب فواز, هي كاتبة لبنانية الأصل، ولدت في منتصف القرن التاسع عشر، ثم هاجرت إلى مصر, وهي بعدُ فتية، وتوفيت في القاهرة عام 1914م.
نزار مصطفى كحله