هذا الصباح.. أفتقدك كثيراً.. مرت الشهور.. وتتالت أسابيع وأيام.. وهاهو الصيف يكاد يرحل, وأنت مازلت البعيد.
هذا الصباح ليس ككل الصباحات, ملامح الخريف تلوح في الأفق, وأوراق الأشجار تفارق أغصانها الأم تاركة خضرتها, ونضارتها همسة في أقلام الشعراء والأدباء والفنانين.
لا أدري لماذا استيقظت في كل الذكريات الغافية فكتبت إليك:
أنت أيها المسيطر على وجداني وأعصابي، أنت عادة كتابية لابد منها.
أنت عادة متجذرة في كلماتي.. أكتب (أحبك),وأقفل القوس.
لا أستطيع أن أحبك أكثر, أو أكتب أكثر.. فأنا كتبتك على الصفحة الأولى وفي بداية السطر الأول: (أحبك), وأقفلت القوس لأن حبك همسة كل صباح..
إنه يلعب في دفاتري وأصبر.. يلعب في مشاعري وأصبر.. وتبتعد .. وتسافر.. وأحتمل .. ماذا .. أفعل..؟؟
فإما أن تسافر أنت.. أو أسافر أنا… أو تسافر الكلمات لأنك أبجدية لاتتغير حروفها.. ياعزيزي..! حملت إليّ غيوم الخريف على أجنحتها البيضاء أشياء كثيرة وذكريات كثيرة فأججت بداخلي نار حبك تحت الرماد, فتبدلت ملامحي, وانعكست على مرآة مشاعري فبحثت عنك بذاتي ياتوأم الروح, وسألت عنك قلبي وكبر السؤال.
ترى .. أهرب من نفسي وأقتنع بأنك بعيد, وبأنك المعاناة كلها.. أم أقبل يديّ لأنك لمستها وأعطيتها الأمان والدفء يوماً ما..
آه .. منك فأنت عالم المتناقضات والتنافر, بحثت عن روحك التائهة بين حالات الحب أو اللاحب.. والاشتياق واللااشتياق فلم أجدك واستمر بالبحث والانتظار.
وينتهي الخريف.. وتتوافد كل الفصول , ويبقى قلبي أسيراً لديك, وأنا أسأل عنك قوافل المسافرين والوافدين.
اليوم أصحوا باكراً.. ولكني حزينة كغروب الخريف هذا.. دامعة العينين وإلى جانبي وحده فنجان قهوتك, لونه بلون قلبي..
تحدثني رائحته عنك.. عن بعدك.. آه كم أفتقدك هذا الصباح فأبكي نفسي وأعلم ماتبقى من ذكريات الأمس ببعدك لكني أسمع صوتك يهمس بأذني فأسرع للتحدث معك وأرفض السكوت.
عندها أشعر وكأنني الوحيدة في هذا العالم , فاستمع إليه وأرحل من خلاله إليك.
فأنا سأسافر مع كلماتي إلى حيث جمعنا الحب, إلى حيث التقينا وتعانقت أيدينا وتعاهدنا على ألا نفترق..
يا أعز الناس.. أناديك بصمت عاشقة وشوقها.. دعنا نلتقي..!
فكل شيء في هذه الطبيعة يستعد للبداية , وأنا أحب أن أبدأ من جديد مع حبك الذي لاينتهي , يا أحب الناس.. وأعز الناس!!..
رامية الملوحي