يا حافية على دروب قصائدي!

متى يجنّ واديك بالشعب ، وتخصب سفوحك الأمطار ، ويزهر السؤال !! اتركيني !
ودعيني منفياً في عينيك ، ولاجئاً في هدهدات النخيل الكربلائي ! والله … يا أنت …!
اتحاشاك حين تمرين بالبال ، عبور الضباب الشباطي .. وممتشقاً البراري … ملوّحاً للبحار والمحيطات أن تزورني .. فأنا ما بين الرمال والسماء ، أيقونة للبكاء ، وحزن خنسائي الوقع ، ولوعة ما بارحتها ندابات الأرامل المشرورين على أطراف الحروب غير المتكافئة !..
أنت .. يا شالعة من صدري شهقة المواعيد الندية .. ايتلالأ من بعيد الوشم على زندك .. وها أنت تتخطين حدود القبيلة ، وصرت ملاذاً للعابرين دون هوية … يلتمسون من حضرتك روعة القصائد ، وشهوة المزارات للأناشيد .. ونيران المواقد التي لا تنطفئ أبد الزمان ..!
معظم اشعاري ، لا تنشرها بعض الصحف والمجلات في بلادي. إنها لا تحمل جوازاً للمرور .. أو بطاقة .. بالتفاصيل .! أو أنها غير ناضجة ، لأنها تشوى على نيران غير نارهم .. معدّلها الوسطي 40 درجة و43 و50 درجة أحيانا …!
كل قوافل التاريخ ، لا تستطيع احتمال وحمل ما يخزنه قلبي من الآلام ، فعلام وإلام تقف حرونة» في بعض ثغور الخلجان .. تتزود بأغاني البحارة ، وصدى ارتطام الزوارق الهاربة ..! يا حافية على دروب قصائدي ، لماذا تقفين وتمسحين دموع الشفق بمنديل الكلمات المتوارية هنا .. وهناك ، كهاربة من دورية شرطة مكافحة الاختلال بالأخلاق العامة .. تحملين هوية مزورة ، وترقصين كـ زوربا» تخلعين عن جسدك فصول المآسي .. وانتحار .. الينابيع في حلق الجفاف ؟!
ها أنت .. تتكئين برفق على سياج الحديقة المطلة على العاصي تعدّين بعينيك الواهمتين فرحاً وانتصاراً ، عصافير الدوري فوق شجرة مشمشة عارية كطفل المجاعات الأفريقية ، تنتظرين ربيعاً .. يُعيد إليك بهاء الثياب ، ونضرة البراعم ، واخضلال .. الثمار ..!
يعطيك العافية ! صباح الخير ! مساء الخير ! الله معك ..! والكل يشيرون غليك بأصابع الاتهام ، إنك محكومة بالعادات والتقاليد والموضة الدّارجة ، ممنوع الضحك مع العصافير ، والهمس مع الرياحين ، أن تطيلي النظر على عاشق ، يقتل الوقت جيئة .. وذهاباً .. ولا تمرين ، ولا تخطرين ، تجرحين كبرياء الموعد تدوسين كمجوسية خلاسية على جمار اللوعة والشماتة .
هودجي فرحي ، تزنري نزف جراحي ، ماطلي ،، غطيني ، ها انا أرتجف حمى ..
تجتاحني صرخات المغول … ويصفعني التتار … ها هو دجلة والفرات يموجان بالدماء .. كما ماجا .. بلون حبر الحضارة الإنسانية .

 خضر عكاري 

المزيد...
آخر الأخبار