ما أجمل هدوء هذه الليلة !
نسمات حانية وادعة حملت في أعطافها كل الذكريات .. وصديق الليل تسللت أصابعه الفضية إلى غرفتي ، فداعبت ذكريات رفضت أن ترحل في كهوف النسيان والشوق بداخلي ، جذبني إلى زمن الصمت..
زمن الشوق الحارق ..
شعرت عندها بأني امرأة ليست من هذه العصر .. فأفسح صدر الليل لدموعي أحياناً ، اتهمت قلبي المشروخ منذ زمن بعيد ، اتهمت طفولتي وشبابي وسألت نفسي :
متى تنتهي رحلة الإبداع التي بدأناها أنا والحبيب ..!
أنا ما زلت أعبر جسور العشق وحدي .. وسفينة حبي بلا ربان .
أنا يا صديقي .. ! حتى الآن أنتظر معجزة لا بد من حدوثها ، لقد حملتك في خافقي سنوات طويلة حباً وحزناً حرماناً وبعداً ..
حملتك في ذاتي عشقاً لم تعشقه امرأة .
قد أبكي حبيبي ! وأنت تعرف مقدار الألم الذي يعتصر قلبي عندما ألمح على شرفات عينيك طيف امرأة أخرى ..
عندها يصبح عشقي سراباً ويكون البوح صامتاً ، فأنا أريدك وأعرف أني أريد المحال … أريد أن أختصر بك عالمي وعمري .. فأنت عهد قطعته على نفسي بأن تكون الوحيد في حياتي لأني مقيدة بحبك …
أنا لا أنسى مدى دهري عندما تشابكت أيدينا وسرنا .. سرنا كثيراً وتحدثنا كثيراً ، وحملتنا أهداب الياسمين إلى بساتين مزهرة من الحب والشوق ، وكان الوجد يأخذنا بعيداً … بعيداً ..
راجعت أغنية الذكرى حبيبي وعشت معها لحظات حلوة ، وبصمت انهمرت دمعاتي محرقة كذكريات السنين .
وأنا مؤمنة بأن الحب وثاق روحي تتسامى فيه المشاعر الصادقة ومن الصعب التنازل عنه أو تجاهله .
كم أتمنى يا صديقي أن يأتي اليوم الذي أضع فيه رأسي المتعب على صدرك الحنون وأشعر بيدك تمسح شعري ويكون الهمس صامتاً حديث قلب لقلب .. فحديث القلب أصدق من أي حديث وأجمل .
لقد جعلتني أعيش قصة حب نقية نقاء الثلج ، أرسمها كظلي بمختلف الألوان والأشكال وأرى بوجهك عالمي الذي أتمناه وأحس أن مستقبلي مخبأ في عينيك ، وأنا أشهد ألف مرة أني أحبك ..
ولا أحد قبلك ، ولا أحد بعدك .. ولن أدع للفراق مكاناً في حياتي .. فكنت وما زلت أقرب من فؤادي لذاتي ..
يا سيد كل لحظة سعيدة في حياتي .
رامية الملوحي