تغيير المواصفات ظاهرة تدخل في معظم أمور حياتنا اليومية، و لا يكون ذلك التغيير في الشكل فقط، و إنما في المضمون أيضاً، و هنا لاأتحدث بأية حال من الأحوال عن التغيير الإيجابي المفيد في المواصفات الذي يأتي ضمن سياق التطوير الطبيعي و المنطقي، بل أتحدث عن التغيير بمعنى التلاعب في المواصفات بقصد الغش و الاحتيال، و هذا يشمل في كثير من الأحيان المأكولات والمشروبات والملابس والطرقات والأرصفة والأحذية والأشجار والثمار والمصنوعات وحتى البشر .
فالمظهر شيء و الجوهر شيء آخر، و تداخلت الأمور في بعضها فلم تعد تشعر بأن ما تأكله أو تشربه يحوي نفس الطعم و الرائحة و المواصفات للمواد الغذائية نفسها التي كنت تتناولها منذ سنين، وهذا يندرج على كثير من المصنوعات، فلم تعد بنفس الإتقان والمتانة والمواصفات التي كانت عليها، وأيضاً الطرقات والأرصفة التي أشبعت حفراً وترقيعاً فبدت متلونة تعلو وتنخفض حسب مزاج من قام بالحفر و الترقيع .
عهد رستم