لقد أصبحت الأتمتة اليوم ضرورة ملحة لجميع القطاعات الخدمية والتجارية والصناعية والتعليمية من أجل تأمين سير الإجراءات والأعمال بشكل دقيق وسليم ومنظم وبأقل خطأ ممكن ،فهي في النهاية فن وأصبح معظم القطاعات الحكومية والخاصة تستخدمه من أجل تحسين وتطوير أدائها ، الأتمتة التي فرضها تكدسُ الأوراق والمعاملات وكثرة المراجعين وضغوطات العمل، التي جعلت الموظف في تلك المؤسسات دائم التوتر والعصبية ،إذ صار بإمكان الأتمتة أن تستغني عن جميع الأوراق وتراكمها وتخفيف عبء العمل واستنزاف الوقت من أجل انجاز معاملات رسمية أو تصديق مؤهلات وشهادات علمية قد لاتثقل كاهل الجهات المعنية وحسب بل كاهل صاحب العلاقة الذي قد يضطر في كثير من الأحيان إلى السفر إلى المحافظات لإتمام معاملاته.
وبينما تم اعتماد أسلوب الأتمتة في كثير من الدوائر والمؤسسات إلا أن بعضاً منها لماتزل تلك الأتمتة خارج اهتماماتها، وخاصة الدوائر التي تتطلب تواصلاً واحتكاكاً يومياً ومباشراً مع المواطنين والانتظار لوقت طويل، مع إمكانية ارتكاب أخطاء غير مقصودة نتيجة الازدحام أو ضياع الأوراق قد تؤدي إلى التأخر في إنجاز المهام وعرقلة العمل .
ومن هنا من الضرورة بمكان تفعيل نظام الأتمتة في بقية المؤسسات التي لم تطبقها بعد ، ورفدها بمؤهلين اختصاصيين بهدف حفظ المعلومات وضمان التنظيم ودقة المعلومات والإسراع في تسيير شؤون المواطنين .
لذا يفترض الاستفادة من خريجي كليات الحاسوب ونظم المعلومات وزجهم بالعمل في تلك الدوائر واستثمار خبراتهم العلمية للنهوض بمستوى الخدمات وتقديمها للمواطنين بالشكل الأمثل.
سلاف زهرة