بين الشدة والحقيقة ..

يعتبرني بعضهم كاتباً استفزازياً، ويتهمني بعض هذا البعض بأني أكتب بحقد ولا يعجبني شيئاً، أنا أكره ( اللحمسة) ولم أعتمدها يوماً .
طبيعتي أحب الحقيقة ولا أجانبها .
نعم أكتب أحياناً بشدة ، فمثلاً حين أكتب عن الإهمال والتقصير، فأنا أكتب بغضب على من لا يقوم بواجبه الوطني والأخلاقي على أكمل وجه ، وحين أكتب عن أزمة النقل الخانقة في منطقة مصياف، وعن رفع تعرفة أجور نقل الركاب من قبل السائقين، وعدم التزامهم بخطوطهم، واستغلالهم للركاب والطلاب والموظفين بحجة عدم توافر مادة المازوت ، فأنا أرى بأن المسؤولية تقع على الجهة المعنية التي تترك الحبل على الغارب ولم تعالج المشكلة ، لابل تزيد في تفاقمها من خلال عدم اتخاذ الإجراءات الرادعة بحق المخالفين ،وهذا الحقد الذي أكتب عنه ، هو الوجه الآخر للحب، أي إني أحب أن أرى كل شيء جميلاً في هذا الوطن الغالي ، الذي قدم أقدم حضارة ،وأقدم أبجدية في التاريخ، ولا أستطيع أن أرى وطناً أفضل منه ، فما بالنا بمن يمتهن الإهمال والتقصير، أو التحفير والتخريب، في الكثير من القطاعات وينغّص علينا حياتنا ؟! ضمن هذا الإطار أنا كاتب حقود بامتياز .
والانطباعات المشكورة التي تصلني من شتى الأماكن ، وإن كانت تشعرني بالسرور، فإنها تحمّلني مسؤولية كبيرة أتمنى أن أكون أهلاً لها.
لهؤلاء أقول : الكتابة عندي وعند زملائي الصحفيين .. دفاعاً عن قضايا الناس، وبحثاً عن الحقيقة، ومن أجل خدمة المواطن والوطن ،ليس إلا .
توفيق زعزوع

المزيد...
آخر الأخبار