حشــرات الصيــف تســرح وتمــرح فــي هــوائنـــا والبلديات المعنية تكتفي بالمراقبة … أين الإجراءات الجدية لمكافحتها؟
ما إن أطل الصيف برأسه وبدأت درجات الحرارة بالارتفاع، حتى بدأ غزو الحشرات التي لم تجد ما يردع تكاثرها، فشتاء هذا العام لم يكن كافياً للقضاء عليها، ثم بعد ذلك وجدت البيئة المناسبة للتكاثر والنمو، نتيجة إهمال بعض الجهات المعنية بأمور عدة كالنظافة والمكافحة، وطبعاً هذا لا ينطبق على الجميع، فقلة قليلة تقوم بالمكافحة وإن كانت ليست بالمستوى المطلوب لكنه يبقى أفضل من ترك هذه الحشرات تسرح وتمرح وتلدغ وتقرص كيفما شاءت ومن دون أن تجد من يتصدى لها.
انتشار كبير
والمستغرب هذا العام أن المعاناة واحدة في جميع مناطق المحافظة، وكأنها عدوى انتشرت بشكل كبير وسريع فرفوف من الحشرات أخذت تغزو المنازل والشوارع وكل مكان، لتبدأ معها معاناة المواطن من هذا الغزو الذي كان هو الجانب الأضعف فيه، فالحشرات التي بدأت حربها بأعداد كبيرة وبسلاحها المعروف، وهو تلك الإبرة المجرثمة التي قد تحمل معها الكثير من الأمراض لايمكن أن تواجه بمضرب الحشرات هذا السلاح الفردي الخفيف، وإنما تحتاج إلى جهد أكبر وقدرة أوسع كالمكافحة من خلال رش المبيدات الحشرية القوية للانتصار عليها.
راجعوا المشافي
يشكو المواطن اليوم من لدغ الحشرات والبعوض وانتشار الذباب بشكل كبير حتى إن بعضهم اضطر لمراجعة المشافي والمراكز الصحية بسبب الأذيات الكبيرة التي سببها لدغ البعوض، ولاسيما لدى الأطفال والسبب الرئيس في ذلك انتشار القمامة وتراكمها في بعض الأحياء فترة طويلة، إضافة إلى أن شتاء هذا العام لم يكن قاسياً بشكل كبير للقضاء عليها ما شكل بيئة مناسبة لتكاثر الحشرات والبعوض بكل أنواعه.
شكاوى بالجملة
يقول عدد من مواطني مدينة مصياف: إن المدينة تتعرض منذ أيام لغزو حشرات كثيف من ذباب وبعوض ولا تجد من يواجهها من الجهات المعنية كرش للمبيدات أو ترحيل للقمامة، ومع ارتفاع درجات الحرارة بدأت هذه الحشرات بالتكاثر وباتت تسبب إزعاجات يومية لسكان المدينة، ومن ثم نجد تقصيراً كبيراً من البلديات لمكافحة هذه الحشرات حيث لا يوجد سبب لعدم الرش وهو الحل الوحيد للقضاء على الحشرات.
والمشكلة كما يقول المواطنون بأن هناك أنواعاً جديدة من الحشرات لم يروها من قبل، والخوف من التأثيرات السلبية والمؤذية لتلك الحشرات والتي قد تسبب أذيات كبيرة، كما أن الخوف الأكبر من انتشار ذبابة الرمل المسببة لمرض اللشمانيا والذي يحتاج للمعالجة في المشفى من خلال أبر تحقن في قلب الحبة، خصوصاً أن مناطق كثيرة في مصياف وريفها يمكن أن تكون بؤرة مناسبة لوجودها.
بدأنا بالمكافحة
بعض البلديات بدأت بمكافحة الحشرات مع بداية ارتفاع درجات الحرارة وعدد من مجالس المدن بدأت بما يسمى الرش المستدام من خلال المكافحة في المناطق الموبوءة ورش المبيدات في مناطق البؤر والتي يمكن أن تكون مصدراً للحشرات، والبدء بمكافحة الحشرات المضرة بالصحة العامة بواسطة النثر الضبابي وتتم عمليات الرش في الصباح الباكر قبل طلوع الشمس، حيث يتوقف الهواء في منطقة مصياف المعروفة بهوائها، والرش يتم عن طريق جرار ومحرك ناثر للضباب التي تقضي كما قلنا على الحشرات كالذباب والبعوض وغيرها التي تتكاثر بالمناطق القذرة وعديمة النظافة والمهملة، وهناك فعاليات أهلية في مصياف قامت بحملات للنظافة وساعدت البلدية في العمل ومدت المشاركين بكل ما يحتاجونه من مساعدة، كما شجعت الأهالي للمشاركة بهذه الحملات التي هي بالنهاية تصب بمصلحة المواطن، ونؤكد على ضرورة التقيد بمواعيد رمي القمامة كي لا تكون بؤراً لهذه الحشرات .
بلديات: لا مبيدات
الوضع الذي تعاني منه مدينة مصياف يعانيه أغلب ريفها، لا بل الوضع يزداد سوءاً نظراً لأن أغلب بلديات الريف لا تملك الأدوات والقدرة على مكافحة الحشرات، كما أنها تعاني من إهمال الجهات المعنية لها، كما أن أغلبها يعاني من مشكلات الصرف الصحي فيه والتي هي البؤرة المناسبة لتكاثر الحشرات.
ويعرب المواطنون عن معاناتهم الدائمة مع الوضع القائم، فبلدياتهم التي تعاني بالأصل من مشكلات كثيرة ومن عدم توافر الإمكانات، لا يمكنها القيام بالمكافحة فهي بالكاد تقوم بواجبها في ترحيل القمامة، وهو أقصى ما يمكن أن تقدمه لهم، كما يعتقد بعضهم أن المواد المستخدمة في المكافحة باتت غذاء لهذه الحشرات لا بل باتت تتغذى عليها، فأغلبها كما يجمعون لا تقضي عليها .
تأكيد رؤساء البلديات
هذا الكلام أكده أغلب رؤساء البلديات الذين سألناهم، فمشكلات هذه البلديات لاتنتهي وأغلبها تعاني من مشكلات مالية على حد قولهم إضافة إلى نقص المعدات والعناصر اللازمة للمكافحة، فحتى رواتب عمالها تتأخر في أغلب الأحيان فمن أين لها الإمكانات لشراء أو استئجار المعدات والمواد اللازمة.
مشكلات تحتاج حلاً
نعلم أنه لا يوجد عصى سحرية لحل جميع المشكلات التي تواجهنا في ظل أزمة تعدت السبع سنوات، ولكن هذا لا يعني أن علينا السكوت عن إهمال وضع له علاقة مباشرة بالصحة ، وإن كان على الجهات المعنية واجب أداء واجباتها تجاه المواطن ومحيطه، فعلى المواطن أيضاً واجب حماية ومراعاة البيئة التي تحيط به، والعمل على عدم تلويث المحيط، أما ما تبقى من أمور أخرى كمعالجة الصرف الصحي فهي تحتاج لسنوات للحل، وأضعف الإيمان أن نكافح الحشرات التي تجد في تلك البيئة ملاذاً آمناً للعيش.
ازدهار صقور