المواطنون يحتجون على نقل السرافيس إليه كراج سلمية الرئيسي خدمات محدودة جداً بانتظار إعادة تفعيله لزيادة عائداته 656 ألف ليرة بدل محاله الـ 11 آفاق استثمارية جديدة
من بين 600مركبة يفترض أن تنطلق من كراج الانطلاق ثمة عدد قليل من السرافيس المستفيدة منه ولا يتجاوز عددها عدد أصابع اليد ،فالكراج الذي كلف بناؤه عشرات الملايين شبه خالٍ ،تصفر فيه الرياح ،وبدلاً من أن يكون مصدراً ومورداً هاماً لاستثمارات مجلس المدينة تجد حجم الواردات منه قليلة ولا تتناسب مع أهميته وضرورة استثماره بشكل أفضل ، فالكراج الذي يقع في الجهة الجنوبية الشرقية من المدينة يمتد على مساحة 5دونمات تقريباً ، وفي السابق كان يقدم خدمة قطع التذاكر للمسافرين لجميع المحافظات والمناطق والأرياف ، ويحتوي استراحة للمسافرين مع تأمين جميع مستلزمات الراحة وتقديم المواد الغذائية عبر مكاتب ومحال تجارية أثناء خدمة قطع التذاكر، ويتم تنظيم عقود استثمار لساحة الكراج ويشرف المستثمر بموجبها وهو نقابة النقل البري بحماة على نظافة الكراج وتنظيم دورات المياه وقطع التذاكر للمسافرين .
656ألف ليرة زيادة البدل السنوي
وتم إخضاع كراج الانطلاق للنفع العام بموجب القانون رقم 106لعام 1958 وبموجبه تم زيادة البدل السنوي من 42 إلى 96 ألف ليرة لكل محل من محاله البالغ عددها 11محلاً بمقدار الزيادة 656 ألف ل.س، ما يساهم في تعزيز إيرادات الوحدة الإدارية،كما يقوم المستثمر بتقاضي رسوم براءة الذمة للمركبات مقابل الاستثمار السنوي المقدم أصولاً ،وذلك لمدة خمس سنوات ، كما يعمل مجلس المدينة على استثمار مبنى كراج الانطلاق من خلال قيامه مؤخراً بتنظيم عقد إيجار مع مديرية الخدمات الفنية ودائرة خدمات سلمية ببدل سنوي 600ألف ل.س، ما يشكل إيراداً جديداً لمجلس المدينة لمدة 4سنوات .
تفعيله خطوة هامة
ونظراً لأهمية كراج الانطلاق من حيث كونه مصدراً هاماً من مصادر زيادة إيرادات مجلس المدينة فقد ارتأت لجنة السير في سلمية ضرورة تفعيله من جديد وتوسيع نطاق الخدمة فيه ليشمل جميع المركبات العاملة على نقل الركاب إلى جميع المناطق والأرياف، وليس الاقتصار على قريتين فقط كما يحدث حالياً، وتسعى لجنة السير إلى إعادة تفعيل الكراج بشكل كامل من خلال نقل جميع السرافيس والباصات إلى داخل الكراج، بما في ذلك تفعيل خط نقل حماة بشكل رئيسي سيما أن الكراج قادر على استيعاب جميع المركبات ، وتقديم كامل الخدمات للركاب .
خطوة ضرورية ..والاستفادة تشمل جميع الأطراف
عضو لجنة السير رفيق سعد عدَّ تفعيل الكراج خطوة حضارية لابد منها من أجل جمع شتات الركاب والسرافيس والباصات المتناثرة في ساحات المدينة ،إذ ثمة أكثر من خمسة مواقف لتلك السرافيس الخاصة بنقل ركاب الريف، ومنها كراج تل الدرة والكافات خلف البريد، وكراج الريف الجنوبي جنوب المركز الثقافي وكراج الريف الشمالي بجانب مدرسة الحرس شمالاً ، وكراج الريف الشرقي بجانب مبنى المالية، وكراج الريف الشمالي الشرقي بجانب صالة التجزئة.
وبناء على ذلك فقد صدر كتاب من المحافظة بتاريخ 11/6/2019يقضي بتفعيل وتأهيل كراج الانطلاق في سلمية واتخاذ الإجراءات اللازمة حرصاً على حماية وراحة المواطنين ،وكذلك بهدف تفعيل النقل الداخلي ضمن المدينة ،حيث إن النقل الداخلي حالياً يخدم قسماً واحداً من المدينة متمركزاً مقابل الثانوية الزراعية ،إضافة لخط آخر يدخل ضمن المساكن ابتداء من دوار العروبة حتى الكراج ،وخط آخر يصل إلى منطقة السبيل ،وفي حال تم تفعيل كراج الانطلاق بشكل كامل سيتم تفعيل خطوط نقل جديدة للحي الشرقي مع المنطار إضافة لأحياء أخرى في المدينة .
آفاق جديدة لاستثمارات جديدة
رئيس مجلس مدينة سلمية زكريا فهد قال: سيتم دراسة إمكانية تغيير اتجاهات الطرق الرئيسية ضمن المدينة باتجاه واحد في حال تم تفعيل الكراج الرئيسي، ولكن نحن الآن بانتظار موافقة لجنة السير في حماة ،وفي حال تغييرها سيتم استثمار تلك الطرق من خلال العمل بنظام put أو المواقف المأجورة لتحقيق إيرادات إضافية للوحدة الإدارية في سلمية.
ويمكن القول: إن جميع الخدمات ضمن الكراج متوافرة ولكن في حال تم نقل كل المركبات إلى الكراج فإنه سيتم تفعيل جميع الخدمات بشكل حيوي وعلى نطاق أوسع وأكثر تنظيماً .كما سيتم فتح آفاق جديدة نحو استثمارات أخرى في المستقبل،تعود بالنفع العام على المواطن والمدينة معاً من خلال تحسين مستوى الخدمات المقدمة.
سلاح ذو حدين
قرار نقل المركبات إلى كراج الانطلاق من منظور لجنة السير يبدو أمراً إيجابياً ولكن وبناء على عدة تجارب سابقة حاولت لجنة السير القيام بها أثبتت عدم جدواها ،حيث لم يكن يمضي على نقل السرافيس والباصات سوى بضعة أيام حتى يتم التراجع عن القرار، فلم تستطع لجنة السير إلزام السائقين والركاب بالانطلاق من الكراج الرئيسي بسبب صعوبة وتعذر الأمر على الطرفين ،معتبرين أن الكراج يقع في طرف المدينة الجنوبي وبعيد عن مركزها وتجمع أبناء الريف والأسواق الرئيسية، ما يكبد المواطنين أجور نقل إضافيةً سواء في النقل الداخلي أو سيارات الأجرة التي سيضطرون للاستعانة بها للوصول إلى الكراج ،فأغلب الركاب من أبناء الريف يقصدون المدينة للتسوق وقضاء شؤونهم ،وبالتالي يصعب عليهم السير لمسافة بعيدة ومعهم حمولاتهم ،الأمر الذي يزيد من المشقة والتكاليف المادية في الظروف المعيشية الصعبة.
مشقة كبيرة
جودت السالم من قرية زغرين يقول :إننا مرتاحون بوضعنا الحالي، واعتدنا الوقوف في الساحة منذ سنوات لقربها من السوق والدوائر الرسمية، فنحن نقصد المدينة عدة مرات في الأسبوع، وأحياناً بشكل يومي إما إلى السوق أو الطبيب أو إلى دائرة رسمية ،ومنا من هو عجوز أو مريض أو طلاب وبالكاد نستطيع دفع أجرة الباص يومياً ،فكيف إذا تم نقلنا إلى الكراج جنوباً?عندها ستكون المشقة والعبء المادي أكبر .
إياد .ز. من قرية بري موظف في مشفى سلمية الوطني قال :لست الوحيد ممن سوف يتضرر من نقل سرافيس قريتنا إلى الكراج بل المئات سيقعون ضحايا هذا القرار ،فبحكم عملي اليومي في المشفى فأنا سأكون مرغماً على دفع مايقارب 3000ل .س إضافية لقاء النقل الداخلي ليقلّني إلى عملي بسبب بعد الكراج عن المشفى ،والذي يستلزم السير إليه وقتاً وتعباً وخاصة بعد الانتهاء من الدوام،والمعاناة تزداد في أيام الحر أو البرد، لذا نأمل بإعادة التفكير بقرار لجنة السير ،ومراعاة ظروفنا كركاب.
سلاف علي زهرة