عبر صفحات جريدتنا الغالیة ، جر یدة الفداء …فتحنا ملفات ساخنة ، وتوغلنا في قضا یا شائكة متشابكة ، وتحدثنا عن أمور سلبیة ماأنزل الله بها من سلطان ، وكتبنا عن مشكلات یومیة ملحة ، نتعامل معها صباح مساء ، وهي تتوق فعلاً إلى حلول مستعجلة ، ومبادرات سر یعة ..
كتبنا عن موجات الغلاء الفاحش ، فلم یرد أحد علینا ..
وكتبنا عن فساد بعض الدوائر الرسمیة ، والمؤسسات الحكومیة ، فلم یرد أحد علینا ..
وكتبنا عن جشع بعض التجار ، ولامبالاة أصحاب رؤوس الأموال ، فلم یرد أحد علینا ..
وكتبنا عن قطع الكهرباء ، وشح المیاه ، وقلة الغاز ، وأزمة المازوت والبنز ین ، فلم یرد أحد علینا ..
وكتبنا عن الهدم العشوائي لمبان عر یقة ، تمثل معالم أصیلة، في أحیاء تقلید یة معروفة ، فلم یرد أحد علینا ..
وكتبنا عن الواقع المزري الذي یعیشه المثقفون ، وأصحاب الشهادات الجامعیة عموماً ، فلم یرد أحد علینا ..
وكتبنا عن متاعب المهنة الصحفیة ، وإشكالیات الأنشطة الثقافیة والأمسیات الأدبیة ، فلم یرد أحد علینا ..
وكتبنا عن الموتوسیكلات ، عن سرعتها المخیفة ، عن استهتارها بقواعد السیر ، عن قیامها بألعاب بهلوانیة مرعبة ، فلم یرد أحد علینا ..
وكتبنا عن مركبات النقل الداخلي ، عن سوء تنظیمها ، عن تعامل أصحابها الفج ، عن أجورها المرتفعة التي لاتتناسب مع أصحاب الدخل المحدود ، فلم یرد أحد علینا ..
وكتبنا عن نهر العاصي ، عن حجز میاهه ، عن فساد رائحته ، عن قذارة مجراه ، عن انصباب میاه المجار یر في حوضه ، عن عجزه عن تسییر نواعیره الأثر یة ، فلم یرد أحد علینا ..وكتبنا ، وكتبنا ، وكتبنا … ولكن ما من مجیب !!.
أجل .. وكأن أصحاب العلاقة لا یعلقون ، وكأن بعض من بیدهم القلم لا یكتبون ، وكأن بعض من یتحملون المسؤولیة .. لهم أذن من طین ، وأخرى من عجین !!.
ولايعني كلامي هذا ، أن اللوم والعتاب موجهان فقط إلى مسؤولي الوظائف الرسمیة ، والخدمات الحكومیة ، والقطاع العام .. فقط، بل هما موجهان أیضاً إلى كل راع ، بغض النظر عن موقعه ، حتى وإن كانت مسؤولیته تتوقف عند قضايا خدمیة ونفعیة خاصة ،أي تابعة للقطاع الخاص ، ولا علاقة للحكومة بها ، ولا لأنظمة الدولة بها ، لا من قر یب ولا من بعید !!.
د. موفق أبو طوق