بانتظار إحصائيات جديدة لكميات الغاز والمازوت فإن الوفر الذي حققه تطبيق البطاقة الذكية لتوزيع البنزين بالمحافظة هو 3 طلبات يومياً أي 66 ألف ليتر مايعادل نحو 5,5 مليارات ليرة سنوياً وهذا يكشف سبب الأزمة التي أدت إلى نقصها في المحطات وزيادة كميتها بالسوق السوداء وتحول عدد من المتاجرين بها بطرق غير مشروعة إلى أثرياء ورجال أعمال .
ما يؤكد نجاح تجربة البطاقة الذكية ضمن المشروع الوطني للحكومة الإلكترونية في إيصال الدعم لمستحقيه وتحقيق عدالة التوزيع وتوفير البنزين بمحطات الوقود وقطع الطريق أمام الفاسدين من لجان التوزيع أو أصحاب محطات الوقود في التلاعب بالمخصصات سواء بيعها في السوق السوداء أو تهريبها ، وبعد نجاح تطبيقها في توزيع مادتي الغاز والمازوت وإن كانت لم تصدر الإحصائيات حول كميات الوفر الذي حققته إلا أنها ضمنت حق المواطن في الحصول على إسطوانة غاز بشكل يحفظ كرامته من خلال دور تحفظه البطاقة الذكية وكمية محددة له شهرياً لا يستطيع أن يتلاعب بها موزع أو لجنة تشرف أو تراقب التوزيع .
ولعل الازدحام على الأفران للحصول على الخبز يتطلب توزيعها أيضاً على البطاقة الذكية بما يريح بال المواطن ويحفظ حقه خاصة أن الحكومة تتحمل أعباء مادية كبيرة لدعم الخبز ومحاولة العديد من أصحاب المخابز الإتجار غير المشروع به خلال الفترة الماضية ، حيث تم ضبط كميات من الطحين خلال محاولة تهريبها والإتجار بالخبز اليابس كعلف للحيوانات وآخرها مستودع يضم 3 أطنان بالمدينة ، بالإضافة إلى بيع ربطة الخبز بأسعار مضاعفة مما سيضمن حصول كل مواطن على مستحقاته ومنع التهريب والإتجار بها في السوق السوداء وتوفير كلف مادية كبيرة نتيجة تتحملها الخزينة العامة من استيراد القمح بالقطع الأجنبي ونقل وتخزين وطحن وغيرها .
أخيراً : إن توسيع استخدامات البطاقة الذكية ضمن المشروع الوطني للحكومة الإلكترونية لتشمل مادة الخبز وسواها سيؤدي إلى تجفيف منابع الفساد ووصول الدعم إلى مستحقيه والقضاء على حالات الإتجار غير المشروع بالسلع التي تدعمها الدولة وتحقيق وفورات كبيرة للخزينة العامة كما حصل بالنسبة لمادة البنزين وغيرها . . تحفظ حق المواطن وكرامته .
* عبد اللطيف يونس