في صراع التدفئة التي يشهدها شتاء السنوات الأخيرة التي عشناها ويبدو أن السيناريو سيتكرر هذا العام أيضاً …..البرد ينتصر ..والمازوت يتقهقر…والمواطن الخاسر الأكبر فللشتاء حكايات تطول ويشكل هم التدفئة عنواناً رئيسياً لها وخصوصاً وأن البرد لم يكن طبيعياً فالطقس المدعوم بالأمطار والبرد القارس بالمقابل تقهقر المازوت الذي لم تدخل نقطة منه كثيراً من المنازل خلال العام الماضي . فشتاء العام الماضي لم يكن كسابقاته فهو أشد برودة وأكثر برداً والمنخفصات المتتالية لم تمهل المواطن ليلتقط أنفاسه ، فكانون المجنون غيّر الأحوال ،ووحده المازوت المفقود القادر على إبعاد برده عن البيوت لكن نيران المدافئ خمدت نيرانها وتقطعت أنفاسها وبدأ الصقيع يمتد في أرجاء الكثير من البيوت لينخر عظام أصحابها. ورغم التأكيدات الكثيرة، والمواعيد المتعددة، التي يكررها كل من له علاقة مباشرة أو غير مباشرة و من قريب أو بعيد بما يخص موضوع مازوت التدفئة، إلا أن الواقع يأتي مغايراً، والحقيقة التي نراها على أرض الواقع لا تشير بأن الأمور تجري كما يشتهي المواطن أولاً، والمعني بالموضوع ثانياً، ففي كل عام يطل علينا المعنيون ويسترسلون بوعودهم ومواعيدعم عن بدء توزيع مازوت التدفئة والأكثر ألماً هي الكميات المستحقة للمواطن والتي تبلغ ٤٠٠ ليتر لكل مواطن فيعلنون بداية التوزيع في مطلع الشهر العاشر، وللإنصاف تمتلئ الأسواق السوداء بالمازوت وتتوافر بكثرة ولكن بأسعار مرتفعة مع فقدانها لدى الجهات المعنية بالتوزيع النظامي ، وهذا طبعاً يؤكد أن المازوت متوافر ولكن عند التجاروالمتلاعبين فقط، ثم تتكرر المواعيد وتتلاحق دون أن نرى في الموضوع أو عنوانه ما يبشر. قبل أيام تم الإعلان عن مواعيد لتوزيع المازوت ولكن بالبطاقة الذكية فقط، فهل هناك مايلوح في الأفق . للصراحة لا نجد بصيص أمل، أو جواب شافٍ يبلسم جراح الأسئلة التي تعبت من التكرار، وباتت تفضل السكوت والانتظار. وخصوصاً ونحن نرى أن المازوت لم يوزع للمزارعين لسقاية محاصيلهم الصيفية وأن الكثيرين امتنعوا عن الزراعة لهذا السبب ومن زرع فقد مني بخسائر كييرة بعد انخفاض سعر انتاجه وارتفاع سعر المازوت الحر . في العام الماضي لم يتم توزيع مازوت التدفئة في الكثير من منازل قرى ريف مصياف الاكثر برودة وفق ما أكدته الكثير من الشكاوى الواردة والتي تتناقلها وسائل التواصل الاجتماعي ونداءات الاستغاثة، حيث البرد على أشده خلال الشتاء كما أنها تعاني من تقنين الكهرباء وزيادة كبيرة في ساعاته.. وطبعاً ليست كل الأسر قادرة على شراء الليتر بهذا السعر الفاحش،.. فالأزمة المادية والحالة الاقتصادية كسرت ظهر الأسرة والمتطلبات لم يعد يسدها راتب الموظف . والعمل بمبدأ الواسطات والمحسوبيات والاتصالات ووووو، كانت عنواناً عريضاً العام الفائت .. فالمدعوم حصل على حصته كاملة وبقي الفقير دون تدفئة…فما فائدة البطاقة الذكية إن لم تساعدهم بالحصول على مخصصاتهم. المواطنون ينتظرون الحلول للحصول على أبسط حقوقهم في الدفء وحديثاً باكراً في الموضوع ربما يجعل المعنيين يفكرون منذ الآن بالموضوع.
ازدهار صقور