التهمت 23893 دونماً…195 حريقاً زراعياً وحراجياً مفتعلاً في 6 أشهر بالمحافظة

لم تعد الحرائق المتنقلة حدثاً عابراً وليست قدراً علينا، لا بل هي جريمة عن سبق إصرار وترصد بهذه الأرض الخيرة سواء الزراعية منها أو الحراجية وهي بفعل فاعل خطط ونفذ وفرح بالحريق.
وفي الجهة المقابلة تعمل مديرية الزراعة بقسمها الحراجي بجهود عمالها وبظروف قاسية لإطفاء ما أشعله مخرب هنا وعابث هناك . كيف كان موسم العام الحالي من الحرائق وماذا حصد حتى اليوم؟
تتكرر حرائق الغابات والمناطق الحراجية سنوياً وتدور معها التساؤلات حول عملية حرق أشجار معمرة وغابات طبيعية تعود إلى مئات السنين، وخاصة أن الحرائق تطال مناطق محددة أغلبها في مصياف ويكون معظمها ليلاً حيث الرياح شديدة ما يؤدي إلى امتداد الحرائق لمساحات واسعة ويجعل من إطفائها في وقت قصير أمراً غاية في الصعوبة.
فغابات المحافظة شهدت خلال الأعوام الماضية أيضاً عدداً من الحرائق طالت آلاف الدونمات من الحراج الطبيعية والاصطناعية قدرت أضرارها بمبالغ كبيرة، من دون حساب الخسائر الاقتصادية والبيئية والسياحية للغابات حيث إن كثيراً من الحرائق امتدت لمساحات واسعة ما ألحق الضرر بالممتلكات العامة والبنية التحتية.
ووصل عدد الحرائق التي طالت الغابات والمواقع الحراجية في المناطق الواقعة تحت إشراف عمل مديرية زراعة حماة إلى 324 حريقاً في الفترة الواقعة بين 2010-2017 التهمت 18863 دونماً فيما شهد العام الماضي 45 حريقاً أتى على أكثر من 3 آلاف دونم من الغابات والأراضي الزراعية.
وكانت أغلب الحرائق بفعل فاعل وبشكل مقصود بغرض التحطيب والتفحيم، لأن الحريق غير المقصود يكون في بداية الطريق لكن معظم الحرائق كانت في جوف الأراضي الحراجية، حيث يقوم الفاعلون باستغلال أيام العطل ويختارون المناطق صعبة الوصول، إضافة لأسباب أخرى كإهمال المزارعين ومرتادي الغابات ورمي أعقاب السجائر وحرق بقايا المحاصيل الزراعية وامتدادها إلى المواقع الحراجية وحدوث تماس في الأسلاك الكهربائية.‏‏

حتى الآن
رئيس قسم الحراج بمديرية زراعة حماة المهندس عبد المعين صطيف أكد أن محافظة حماة شهدت ١٧٨ حريقاً زراعياً و ١٧ حريقاً حراجياً حتى تاريخه ، بمساحة ٢٣٧٣٧ دونماً من الأراضي الزراعية أغلبها في المنطقة الشرقية للمحافظة، و ١٥٦ دونماً للمناطق الحراجية وأغلبها في منطقة مصياف.
وأكد أن هذه الحرائق مفتعلة نتيجة حرق المحاصيل الزراعية ومكبات القمامة .
وأكد أن جميعها مفتعلة وبفعل فاعل وقد نظمت الضبوط اللازمة بحق الفاعلين.
والحصادات تحرق المحاصيل أيضاً
ومن الملاحظ هذا العام دخول سبب جديد وهي الحصادات التي لم تكن مجهزة بمعدات الإطفاء اللازمة، فنتيجة الحرارة المرتفعة والاحتكاك أثناء عملية الحصاد تحدث شرارة الحرائق وتمتد للأراضي وهذا للأسف سبب حرائق لأراضٍ زراعية واسعة.
وتمنى صطيف على أصحاب الحصادات الانتباه والحذر وإلى تجهيز حصاداتهم بمعدات الأمان والإطفاء في حال حدوث أي طارئ.
مواجهتها
وعن كيفية مواجهة هذه الحرائق قال : نقوم بنشر العمال والخفراء الحراجيين في مختلف المناطق إضافة لحملات التوعية حول أهمية الحفاظ على الغابات .
وللحد من الحرائق قال : يجب إشراك المجتمع المحلي في إطفاء الحرائق وفرض عقوبة بحق من يحرقون بقايا المحاصيل الزراعية وتسوير ونقل مكبات القمامة القريبة من المواقع الحراجية إلى مناطق أخرى وتشديد العقوبات القضائية بحق مفتعلي الحرائق وتسريع عمليات التقاضي في المحاكم بالنسبة للحرائق الحراجية.
وأكد صطيف أن لدى المديرية ١٥ صهريج مياه موزعة على مناطق المحافظة إضافة إلى تعيين عدد من العمال الموسميين، لكن عددهم في تناقص فقد ترك الكثير منهم العمل نتيجة تدني الأجور مقارنة بالجهود الكبيرة المبذولة .
كما أمنّا تركساً للعمل في بعض المناطق الصعبة للوصول لموقع الحريق في الأراضي الصعبة الوصول .
مناهل مياه
كما أكد بأنه ومن خلال الكتاب الموجه للمؤسسة العامة لمياه الشرب لتأمين مناهل المياه اللازمة أمنت في بعض المناطق وجزء آخر لم يؤمن بعد.
٦٣ حريقاً في مصياف وحدها
رئيس مركز إطفاء الحراج بمصياف المهندس مدين العلي قال: إن الموسم الحالي شهد نحو ٦٣ حريقاً في منطقة مصياف مابين حراجي وزراعي .
وقال : إن عدداً من حراج قرى ومناطق منطقة مصياف قد شهدت حرائق التهمت عشرات الدونمات من الأراضي في كل من كهف الحبش، عين حلاقيم، عين الشمس، ديرماما، دير الصليب ، وربعو وإن أضراراً كبيرة لحقت بأحراشها.
أسبابها
أما عن أسباب هذه الحرائق فقد أكد أن ٣ منها كان سببها حرق مكبات القمامة، والباقي ناتج عن حرق الأراضي الزراعية والإهمال في التعامل معها وهي الأسباب الدائمة لأغلب الحرائق .
الصعوبات
وعن الصعوبات التي تواجه عملهم فقال : إن المشكلة الأكبر التي تواجهنا هي قوة الريح واشتدادها أثناء عملية الإطفاء وعدم وجود طرق زراعية كما في قرية دير الصليب إضافة للأعشاب الكثيفة التي تحيط بمنطقة الحريق .
توزيع العمال
أما عن فرق الإطفاء فهم من العمال الموسميين برواتب قليلة وهذا ما يجعلنا نجد صعوبة في التعاقد معهم ومع هذا فالوضع مقبول، وقد قمنا بتشكيل عدد من المجموعات في عدة قرى، ففي قيرون لدينا ٢٢ عاملاً وكذلك في دير شميل ٢٣ وفي الشيحة ١٣ وفي عاشق عمر ١٣ وفي السنديانة ٢٥ عاملاً.
أصعبها
وعن أصعب الحرائق التي واجهت فرق الإطفاء فهو حريق دير الصليب لقلة الطرق الحراجية وصعوبة الطبيعة واشتداد الرياح. وتمنى المهندس مدين الانتباه أثناء حرق الأراضي الزراعية ومكبات القمامة .
الغابات أمانة في أعناقنا فقد ورثناها عن أجدادنا وعلينا المحافظة عليها لتسليمها لأبنائنا، فالإرهاب حصد ما حصده من ثرواتنا وعلينا المحافظة قدر المستطاع على ماتبقى منها، فيكفينا ما خسرناه حتى اليوم.
ا. ص

المزيد...
آخر الأخبار