أخذت المرأة حيزاً كبيراً من التحرر الاجتماعي واهتمامه بها لأنها تمثل نصف المجتمع وتربي النصف الآخر، لذلك لها أهمية كبيرة وشأن عظيم في بناء المجتمع وتطويره في كل المجالات ، قال صاحبي الذي كان يدرس في دولة أجنبية: لقد انقطعت عن بلدي عقوداً عديدة إذ إنني سافرت مذ كنت أدرس في المرحلة الإعدادية بحماة، أسألك كيف تكون المرأة مؤثرة في المجتمع من الناحية الفكرية؟ قلت: هل هذا سؤال العارف أم المستفسر؟ قال: أبداً أرغب معرفة الجواب على هذا السؤال ربما يكون تفكيري مخالفاً بعض الشيء عن تفكيرك، قلت: يا صاحبي إن مجتمعنا تطور كثيراً في مجال المرأة وفي جميع المجالات ، فمثلاً المرأة أصبحت معلمة ومدرسة وطبيبة وقاضية وفي السلطتين التنفيذية والتشريعية، فإن لم تكن متطورة ومؤثرة من الناحية الفكرية لما كانت في هذه المواقع كلها، ولكن أحياناً هناك تفاوت في درجة الوعي والاطلاع، فهذه امرأة تطالع وتبحث وتتقصى أخبار العالم و لديها أرضية فكرية ثقافية، وأخرى لا تتصف بمثل هذه الصفات.
فالأولى مناضلة قائدة متطلعة لديها الحجة والبرهان ومؤثرة في الوسط الاجتماعي، أما الثانية فهي تعتمد على الشكل على حساب المضمون، وليس من الضرورة أن تكون جميع النساء متساويات من حيث الفكر والتأثير كما في مجتمع الرجال، إذ يختلف زيد عن عبيد، وهكذا بنو البشر، قال صاحبي: أيهما أكثر تأثيراً في المجتمع المرأة التي تعمل في الحقل الاقتصادي، أم المرأة التي تعمل في الحقل الاجتماعي والتربوي؟ قلت: إن المرأة التي لديها الحجة والقدرة على توظيف ماتعتقد به هي التي تستقطب الناس وخاصة العنصر النسائي في كل المجالات.
أحمد ذويب الأحمد