كتبت قبل ما يقرب من عام في مثل هذا الصيف الحار عن واقع غاباتنا وما تتعرض له من حرق وقطع وتعدي ، واليوم نعاود التأكيد على ضرورة وأهمية الحفاظ على البقية الباقية من غاباتنا وأشجارنا الحراجية ، بعد أن أصبحت الأرض عارية من غطائها ،محرومة من كسوتها وزينتها الطبيعية، وكأن تلك الأيدي الطائشة التي فتكت وتفتك بالثروة الشجرية لا تدرك أن اغتيال الشجرة هو اغتيال للحياة ذاتها ، لأن الشجرة هي الحياة ، ونحن نتغنى بالأشجار والغطاء النباتي وجمال المساحات الخضراء وتأثيرها على البيئة وعلى الإنسان والحيوان .
وبالمقابل نسأل : ماذا حققنا حتى هذا الصيف الحار ؟!
هل زادت المساحات الخضراء أم تقلصت ، وهل زادت أعداد الأشجار أم تراجعت الأعداد عما كانت عليه منذ سنوات عجاف مضت ؟!… ولعل هذا السؤال المشروع الآن هو عملياً في ما نشاهده من غياب الخضرة وتقلص المساحات المشجّرة وانتشار التصحر وكل هذا تخريب للبيئة سببه الجهل والأمية والقطع الجائر والحرق المتعمد .
ونتيجة لهذه الأسباب والأفعال فقد أخرجنا غابات هي من أفضل الغابات وقطعنا آلاف الأشجار التي كانت تشكل آية من الجمال ..
فهل من وقفة ومن إعادة حساب ،وهل من وقف لزحف التصحر .. ؟ !وهل من صحوة للضمير وتفعيل المراقبة والعقوبات الرادعة قبل أن نندم ساعة لا ينفع الندم … ؟!
توفيق زعزوع