أقرأ في عينيكِ .. رسالةَ حُبِّ .. رسالةَ وطنٍ جريح .. ينادي أبناءَه : هلمّوا أنقذوني ! فأنا أغرقُ في بحرٍ من الدّماءِ .. .. أجلْ . لابدَّ أنْ ينتفضَ طائرُ النَّار .. وأنْ يُرسلَ شواظّ جناحيهِ على أولئك الذين عبثوا بأمنِ وطنهِ , وتلطّخت أيديهم بدماءِ أبنائه ودمّر حقدهم الحجرَ الشاهدَ على حضارتهِ… ليس ذلك حلماً, بلْ هيَ حقيقةٌ سوريةٌ تغلغلتْ في ثنايا التَّاريخ منذُ قرونٍ.. وَعبثاً فبَعضُهم لمْ يقرأ التَّاريخَ, أو كَأنّهُ قرأ تاريخاً مُزوَّراَ, كتبَه أولئكَ الحاقدونَ على حَضارةٍ عمرُها آلافُ السِّنين وقدَّمت للبشريةِ اللّغةَ والأبجديَّةَ والمعرفةَ واستثمارِ ثرواتِ الأرض ظاهِرها وباطنَها, زراعةً ونسيجاً وصناعةً, لقدْ خُدِعَ بعضُهم ممن لم يخرجوا من عهود الرُّعاة, ولعبَت بعقولهم المأفونِة أفكارٌ لا تمتّ إلى الإنسانية بصلةٍ ولا في قيمها الروحية ولا في فلسفتها وأخلاقها,أفكارٌ تُلغي الآخرَ وَتقتدي بأفكار (الأنا الدُّنيا) التي تنغلق على نفسِها ولا تفتحُ الأبوابَ ولا النوافذَ للتواصلِ مع الطَّبيعة والحياةِ, فسارَ أولئك المنغلقون في دربٍ مليئةٍ بالحِجارة والأشوْاكِ . ولم يدركوا أنّ كلَّ عينٍ نظرتْ بحقدٍ أو أذى إلى وطنِ الفينيقِ سَتفقؤها نيرانُ طائرِ النار الذي يخرجُ مرفرفاً بجناحيه ينتفضُ من قلبِ الرّمادِ ليعلنَ استمرارية الحياة.
فائق موسى